في الفترة الأخيرة، جرت تغيرات ملموسة في الوضع المتعلق بالأزمة السورية. أولاً، لم يتشكل مساران تفاوضيان فحسب، بل ثلاثة مسارات، هي: جنيف وآستانة وعمان، مع بقاء جنيف ساحة وحيدة للمفاوضات السياسية الشاملة. أما فيما يتعلق بالساحتين المتبقيتين، فجداول أعمالهما متقاربة، وهي تقتصر على المسائل العسكرية والأمنية، لكنهما تختلفان في بنود المفاوضات والمشاركين فيها.
اعتبر رئيس «منصة موسكو» للمعارضة قدري جميل، أن «مخططات تقسيم سورية أصبحت وراءنا»، وأنه ليس مطلوباً من المعارضة اليوم الاتفاق على شيء خارج القرار 2254 الذي يجب أن يكون الأساس المشترك لأي اتفاق وهو ما تصر عليه «منصة موسكو» في مواجهة بعض الطروحات التي تتجاوزه وتخرج عنه.
يرى المتتبع لأخبار بعض الشخصيات السياسية السورية بوضوح موجة من «الزهد» أصابت شخصيات سورية عدة في وقت واحد وبنغم واحد... «الرفاق الأخلاقيون» مصدومون، يائسون، ويريدون الاعتكاف والنأي بالنفس عن العمل السياسي السوري في ظل «خروج القرار من يد السوريين والتلاعب الدولي بنا»...
أكد وزراء خارجية دول مجموعة "بريكس"، خلال مؤتمر صحفي مشترك، ضرورة العمل المشترك، وتظافر الجهود في محاربة الإرهاب، مشيرين إلى أهمية حل النزاعات وفقا للقانون الدولي.
لم تنجل حتى الآن الصورة الدقيقة لما سماه دي مستورا بجولة (business-like approach)، وهو ما يمكن ترجمته بجولة مباحثات تأخذ طابعاً شبيهاً بجلسات التفاوض التجاري العملي.
يعتبر عقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف بحد ذاتها إنجازاً هاماً، يعزِّز ويثبت - مرة جديدة- أن الحل السياسي والالتزام بإطاره (أي مفاوضات جنيف) بات الخيار الذي يفرض نفسه على الجميع، إذ لم يعد أي طرف من الأطراف يمتلك الجرأة على وضع شروط مسبقة على حضور الجولة، ولا محاولة فرض أجنداته الخاصة عليها.
تؤيد جبهة التغبير والتحرير اتفاق تخفيض حدة التوتر الذي تم توقيعه في اجتماع استانة الأخير، وترى فيه خطوة هامة تلبي مصالح الشعب السوري، وتدفع باتجاه تنفيذ الحل السياسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الحل الوحيد للأزمة السورية حسب طرح بلاده قد نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.