يوم خرج السوريون احتفالاً بالمطر!
خلال سنوات حكم بشار الأسد الأولى، بدأ يظهر على الساحة السورية عددٌ كبير من الإذاعات والمجلات والجرائد وغيرها من وسائل الإعلام، ولم يكن من الصعب إدراك سعي السلطة البائدة بشكل حثيث للهيمنة عليها وتحويلها من منابر إعلامية حقيقية إلى مساحة لترويج خط واحد وسياسة واحدة، والتي وصلت حدّ الكذب الفاقع لتقول إحدى نشرات الأخبار، التي ما يزال يتذكرها السوريون حتى الآن عن مظاهرة في حي الميدان في دمشق، إن السوريين لم يحتشدوا للتظاهر بل خرجوا للاحتفال بنزول المطر!
يدرك جميع العاملين في عدد كبير من وسائل الإعلام داخل البلاد أن توجههم الإعلامي كان يجري ضبطه بقرار أمني وسياسي، حتى أن بعضهم كان يردد أن نشرة الأخبار في سورية كانت تعكس وجهة نظر آخر فرع أمني يتصل بإدارة التلفزيون. على هذا الأساس، حُرم السوريون بشكلٍ تدريجي من وجود إعلام وطني بعيد عن هيمنة السلطة وفسادها، لكن اليوم ومع انتهاء مدة صلاحية سلطة الأسد، وبداية حقبة جديدة يجب أن نسأل أنفسنا: أي إعلام نريد؟
الإعلام الوطني الحقيقي هو عنصر مهم في بناء مستقبلنا، فهو مساحة ينبغي أن تكون متاحة للجميع للتعبير عن مطالبهم ومشاكلهم، ومن واجبه أن يكون سلاحاً فعّالاً بيد الشعب ليقوّم اعوجاج من يحكمهم، ومن هذه الفكرة بالتحديد يجب أن تلقى وسائل إعلام كهذه تمويلاً نزيهاً من خزينة الشعب، وأن تجري حمايتها من تسرب رؤوس الأموال المشبوهة إليها، والأهم أن تعمل بضمير صاحٍ لتستعيد ثقة الناس التي فقدتها، فالأديب السوري الراحل ممدوح عدوان قال منذ زمن إن «الإعلام السوري يكذب حتى بالنشرة الجوية» ليعبر بهذه الجملة البسيطة عن حجم الهوة بين الشارع والإعلام السوري. واليوم نحتاج بلا شك إعلاماً سورياً خالصاً يعبّر عن مصالحنا، بعيداً عن أجندات الدول الخارجية وسلطة جهاز الدولة وأموال الفاسدين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1212