كيف نحمي الحرفيين والصناعيين؟

كيف نحمي الحرفيين والصناعيين؟

يتذكر كثير من الحرفيين والصناعيين جيداً يوم جرى إغراق البلاد ببضائع أجنبية في سنوات حكم بشار الأسد الأولى، دون التفكير بكيفية حماية المنتجين الوطنيين، ففي ريف دمشق مثلاً جرى إغلاق ورشات كثيرة لصناعة الموبيليا بعد فشلها في منافسة البضائع التركية المستوردة، وتحولت سلسلة الإغلاقات هذه إلى مشكلة كبيرة في مراكز هذه الصناعات في الغوطة، وبدأت أوضاع العاملين في هذا المجال مع عائلاتهم تسوء بسرعة كبيرة، وتدهورت ظروف معيشتهم.
كذلك الأمر في الزراعة، فبعد سنوات من إهمال متعمد من النظام السابق، جرى إخراج مساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة خاصة بعد رفع أسعار المازوت اللازم لعملية الري، ولم يعد الفلاحون يجدون أي جدوى من زراعة أراضيهم. لكن اليوم نعيش ظرفاً مختلفاً وينبغي زراعة كل ما يمكن وبشكلٍ عاجل، فالأرض قادرة على تأمين جزء كبير من الغذاء وخلال آجال زمنية قصيرة بعضها يحتاج أشهر قليلة كالخضراوات بينما يحتاج القمح عاماً واحداً لا أكثر.
اليوم يوجد في سورية خبرات كثيرة وبنية زراعية وصناعية وحرفية كافية لإقلاع عجلة الإنتاج مجدداً، ما سينعكس إيجابياً وبشكلٍ مباشر على حياة الناس ومعيشتهم، وسيؤمن للسوق عدداً كبيراً من السلع الضرورية نحن اليوم بأمس الحاجة إليها، لكن ذلك يحتاج تحسين ظروف هذا الانتاج وتأمين مستلزماته سريعاً وتحديداً الطاقة، وإن أي تأخير في ذلك يمكن أن يزيد معاناة السوريين أكثر وهو عكس المطلوب تماماً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1212