النشاط السياسي المنظم للسوريين وليس للبعث

النشاط السياسي المنظم للسوريين وليس للبعث

تعرض النشاط السياسي في سورية، ولأكثر من خمسين عاماً، للتشويه الممنهج والمتعمد في وعي السوريين، بدءاً من موضوعة «الحزب القائد الواحد» وصولاً للصورة النمطية التي جرى تقديمها وتعميمها فرضاً وقسراً على السوريين عبره، وعلى المستويين: الخطاب السياسي، والعمل المنظم.

حيث كان الخطاب السياسي: جامداً، مكرراً، انشائياً، مزايداً، بعيداً ومنفصلاً عن الواقع السوري، سواء بفهمه، أو باحتياجاته، أو ضروراته، وفارغاً من مضامين شعاراته عملياً في الممارسة.
وأما العمل المنظم، الحزبي: اتخذ طابعاً مكتبياً، رتيباً، بيروقراطياً، بأفضل أحواله، وصولاً لكونه انتهازياً ووسيلة لتحصيل المكاسب والمناصب، مروراً بتشويه مفهوم الروح النضالية الكفاحية المتآخية.
وخلال العقود الخمسة هذه على أقل تقدير، نشأ جيلان جديدان أمام نموذج سياسي مشوه من العمل السياسي المنظم/الحزبي، شكل شعوراً ورد فعل سلبي تجاهه، لتكون هذه النتيجة إحدى أشكال التلاعب والقمع التي قامت بها السلطة الهاربة.
لكن، ومن هذه النتيجة بالتحديد، وبعد زوال السلطة الهاربة، وانفتاح الباب على مصراعيه أمام العمل السياسي، بدأ يعي السوريون مجدداً، أن النشاط السياسي المنظم هو الوسيلة الحقيقية الفعالة لتحقيق وضمانة مصالحهم، بقرارهم ورقابتهم.
وسورية اليوم بأمس الحاجة لهذا النشاط السياسي المنظم من قبل السوريين جميعهم: انطلاقاً من المبدأ الوطني الجامع، وصولاً لتحقيق مصالحهم الاقتصادية والمعيشية، عبر الديمقراطية، ودون المساس بكرامتهم ووحدتهم الوطنية وتحرير أرضهم.
لتكون السلطة الشعب، والكرامة للوطن، والثروة للجميع.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1208
آخر تعديل على الأحد, 05 كانون2/يناير 2025 21:52