لا تخافوا المولود الجديد!

لا تخافوا المولود الجديد!

في كل يوم يحاول السوريون إيجاد أشكال مختلفة لتنظيم أنفسهم، وتظهر أسماء جديدة لتحالفات وتجمعات. ومع أن هذه الحالة تبدو للبعض شكلاً من أشكال التخبط، إلا أنّها في الواقع تعكس مسألة مهمة، وهي أن الشعب السوري يدرك أنه بحاجة لتنظيم صفوفه، ويدرك أن جزءاً كبيراً من التكتلات السياسية السابقة اندثرت ولن تكون قادرة على البقاء في الظرف الجديد، ولذلك يضع الواقع أمامنا مهمة إيجاد السبيل لتنظيم الناس وتنظيم أفكارهم وطموحاتهم؛ فالعمل السياسي المنظم هو المخرج الآمن الوحيد، ولا يمكن تجاوز المخاطر المحدقة إلا عبر ابتداع أشكال جديدة للعمل، تكون قادرة على توظيف هذه الطاقات الهائلة.

وهنا ينبغي لنا القول: إن تحقيق هذه الرغبة في تنظيم الصفوف، تحتاج أولاً أن تستند إلى تجارب تاريخية طويلة، بدلاً من السعي لاختراع العجلة من جديد، وتحتاج محاولات الناس إلى الرعاية والنصح كله. ويتوجب على القوى السياسية الوطنية كلها أن تتعامل مع هذه الظواهر الناشئة بشكل إيجابي، وأن تفتح قنوات اتصال معها حتى يقوى عودها، وتستطيع صياغة برامج سياسية حقيقية، على قاعدة أن البرامج السياسية الوطنية تلتقي في نهاية المطاف، وتتحول إلى عناصر داعمة لبعضها البعض، في سبيل الوصول إلى تحقيق أهداف الثورة للوصول إلى نظام ديمقراطي وعادل... وإذا كان من المؤكد أن على القوى السياسية أن تضع خبراتها السابقة المتراكمة عبر عشرات السنين بين يدي الناس، فإن عليها أيضاً أن تتعلم من الناس، وأن تكون منفتحة على تلقف مبادراتها والاستماع إلى صوتها واحترامه والبناء عليه...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1208