مقتطفات من لقاء د. قدري جميل على إذاعة شام إف إم
أجرت إذاعة شام إف إم، يوم الأربعاء 25 كانون الأول 2024، لقاءً مع د. قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية ورئيس جبهة التغيير والتحرير، لمناقشة آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية.
فيما يلي، تقدم قاسيون مقتطفات من هذا اللقاء:
المتوقع وغير المتوقع
كل ما جرى ويجري لم يكن متوقعاً من حيث طريقة وسرعة حدوثه، ولكنه كان متوقعاً من حيث نتيجته. كل الانعطافات الكبرى في التاريخ كانت دائماً غير متوقعة. نحن نشهد انعطافاً تاريخياً في سورية، سقطت السلطة وكان طبيعي أن تسقط، لأنها لا تملك مقومات الاستمرار منذ زمن؛ لم يكن لديها حاضنة شعبية لأن هذه الحاضنة قد تبخرت بسبب سلوك النظام؛ منذ 2011 حتى اليوم، لم يستطع النظام أن يحل ولا قضية واحدة، لا صغيرة ولا كبيرة، منتصبة أمام البلاد. القضايا السياسية أيضاً، قام بتعقيدها، القضايا الاقتصادية من سيئ إلى أسوأ، وانعكاس القضايا الاقتصادية على الوضع الاجتماعي من سيئ إلى أسوأ، «خبز مازوت بنزين إلخ»... لم يستطع حل أي منها، فما هو مبرر بقائه؟
السلطة والنظام
ما حدث حتى الآن هو أن السلطة قد سقطت، يعني رأس النظام وشريحة رأس النظام سقطت، ولكن النظام لم يسقط بعد؛ إسقاط النظام يحتاج عملاً إضافياً؛ يحتاج تغييراً دستورياً يضع الرسمة الجديدة لسورية الجديدة، التي يجب أن تتوافق عليها الأغلبية الساحقة من السوريين كي يقفوا كتفاً إلى كتف لكي يطبقوها.
أريد أن ألفت انتباهك أننا في حزب الإرادة الشعبية، ومن هذا المكان الذي تتكلم فيه، جلست فيه عشرات المرات، وقلت: شعارنا ليس إسقاط النظام لأن الإسقاط بحد ذاته ليس هو نهاية المطاف؛ شعارنا هو التغيير الجذري الشامل، هو بناء نظام جديد، وطبعاً لبناء نظام جديد يجب إزالة النظام القديم... القضية الأولى التي تنتصب أمامنا كسوريين، هي اليوم الأول بعد سقوط النظام. ماذا نريد؟ ما هو البرنامج أمام جميع القوى السياسية؟ أعتقد أن هذه المسألة لم تلق اهتماماً كبيراً ضمن الشارع السياسي الذي كان منشغلاً بالمناكفات.
مؤقتة ثم انتقالية
لم ندخل المرحلة الانتقالية بعد؛ الحكومة الحالية اسمها حكومة مؤقتة، ولم يجرِ تسميتها حكومة انتقالية، لأن الحكومة الانتقالية شيء آخر يأتي من جوهر القرار 2254؛ وبرنامج الانتقالية هو مجموعة من القضايا الكبرى، حوالي تسع أو عشر قضايا تحتاج حلاً، من بدء إعادة الإعمار إلى صياغة الدستور الجديد، إلى حل قضية المعتقلين والمفقودين والمغيبين، إلى حل قضية المهجرين والنازحين داخلياً، وكذلك موضوع المساعدات الإنسانية... هذا هو جوهر 2254، وأنا أستغرب جداً من الذين يهاجمون 2254 ويقولون: إنه سيعيد النظام! النظام ذهب ولن يعود، سقطت فكرة التفاوض مع النظام، وبقيت فكرة الحوار بين السوريين ليقرروا مصيرهم بأنفسهم، ودون تدخل خارجي بقيادة سورية وملكية سورية، هذا هو جوهر وروح 2254.
الحوار الوطني
ينبغي أن يتم إنجاز الحوار الوطني ضمن عمر الحكومة المؤقتة، أي حتى الأول من آذار، ينبغي أن يكون منجزاً، وأن تكون مخرجاته واضحة. وهذا برأيي أمر ممكن إذا شمرنا عن سواعدنا وانطلقنا إلى الأمام دون مواقف مسبقة؛ جميع السوريين الشرفاء الذين لم تتلوث أيديهم بالدم ولم تتلوث بالفساد، هؤلاء جميعهم مطلوب أن يشاركوا في الحوار الوطني.
تمثيل الفعاليات ذات الطابع القومي والديني والطائفي والعشائري، هو جانب من الموضوع، وليس الجانب الأهم. الجانب الأهم: هو تمثيل القوى السياسية في المجتمع؛ لأن القوى السياسية بطبيعتها في المجتمع السوري، هي عابرة للقوميات والأديان والطوائف... هل نريد أن نوحد سورية؟ إذا كنا نريد توحيدها، يجب أن يكون عماد الحوار الوطني هو القوى السياسية الجامعة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1207