لا غالب ولا مغلوب
منذ أن انفجرت الأزمة السورية في آذار 2011 انقسم فقراء سورية إلى فريقين متضادين «الموالاة / المعارضة»، واستثمرت الطغمة الفاسدة في النظام والمعارضة هذا الانقسام وعمقته، وأشعرت كل طرف أن التفاهم مع الطرف الآخر مسألة مستحيلة، وعلى هذا الأساس وعد أمراء الحروب وداعموهم في الخارج السوريين والمتخندقين بالنصر على إخوتهم في الطرف الآخر.
في ذلك الوقت بالذات، وفي الخنادق وميادين القتال، لم يستطع كثير من المقاتلين تجاهل أن من يقف أمامهم هم سوريون، وقدمّت الأزمة نماذج لن تمحى من ذاكرة السوريين أمثال العقيد مصطفى شدود، والعقيد يوسف الجادر «أبو فرات»؛ فهؤلاء خرجوا لملاقاة إخوتهم وتحدثوا معهم، ولا تزال اللحظة التي رمى فيها شدود سلاحه على الأرض حاضرة في أذهان الملايين، إذ سار إلى الأمام للحديث مع من يقف أمامه وهو يصرخ أنّه سوري مثلهم تماماً، ظلّ صدى كلمات أبو فرات بيننا حتى اليوم عندما قال «والله مزعوج، لأنو هي الدبابات دباباتنا، وهذا العتاد عتادنا، وهي العناصر إخوتنا، والله العظيم كل ما شوف إنسان مقتول منا أو منن بزعل».
كتبت قاسيون في 2016 أن فكرة «لا غالب ولا مغلوب» يجب أن تظل أساس الحل السياسي، على أساس أن تتطبق بين السوريين أنفسهم، فالسوريون كلهم غالبون، ولا يوجد مغلوب سوى أعداء سورية وسيادتها وحدتها أرضاً وشعباً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1207