نصرٌ للسوريين جميعهم

نصرٌ للسوريين جميعهم

مع هروب السلطة السابقة، تأمّل السوريون جميعاً طي صفحة الماضي والذهاب إلى مستقبلٍ قادم يثبت أنهم شعبٌ واحد، وتحديداً أن فرار السلطة بهذا الشكل أنهى واحدة من أكثر القضايا الخلافية بين السوريين، لكن طريقة تطور الأحداث منذ بدء المعركة في حلب والتسارع الشديد في الأحداث، سبب تشويشاً لدى البعض، الذي رأوا أن ما جرى كان انتصاراً لجزء من الشعب على جزء آخر!

واقع الأمر يقول غير ذلك: جرى دخول دمشق دون إطلاق أي رصاصة ما عدا تلك التي أطلقت للاحتفال في صباح الأحد 8 كانون الأول، أي أن ظرفاً سياسياً داخلياً وإقليمياً ودولياً ساهم بشكل ملحوظ في إزاحة السلطة الفاسدة دون صدام عسكري حقيقي، ولكن داخل المجتمع السوري اليوم من يعتقد أنه حقق نصراً لا على السلطة السياسية السابقة فحسب، بل على جموع كبيرة من السوريين الذين اصطفوا في مكان آخر تحت ضغوط مركبة.
الاختبار الحقيقي بدأ مع هروب بشار الأسد ومن لف لفه، فإما أن يشعر السوريون جميعاً أنهم في وطنهم، وأنّهم جميعاً مستعدون للتصالح مع الماضي عبر عدالة حقيقية تحاسب المجرمين عبر قضاء سوري مستقل، نزيه وعادل يقود لفتح صفحة جديدة، وإما أن ننتقل إلى مرحلة يتبدل فيها وجه القامع ويبقى القمع؛ فالغالبية العظمى من السوريين رزحت تحت القمع والإفقار، وهم اليوم شركاء في بناء مستقبلٍ كريم لهم جميعاً...

معلومات إضافية

العدد رقم:
1207