عرفات لـ «لومانيتيه»: المهمة هي نقل مستقبل سورية من أيدي الدول إلى الأيدي الوطنية
أجرى الصحفي بيير باربانسي، من الصحيفة الفرنسية «l’Humanité لومانيتيه» الإنسانية، حواراً مع الرفيق علاء عرفات، أمين حزب الإرادة الشعبية، والعضو القيادي في جبهة التغيير والتحرير، حول آخر المستجدات في الوضع السوري، وتم نشر اللقاء يوم 17/12/2024، وفيما يلي نص الحوار:
سؤال: كيف تقيّمون ما حدث مؤخراً في سورية؟
ما حدث هو نتيجة الغياب المتراكم لعمليات التغيير الضرورية التي كان على النظام السابق القيام بها. النظام لم يُنفّذ القرار 2254 على الإطلاق. وهذا القرار، الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع في 18 ديسمبر 2015، دعا إلى وقف إطلاق النار ونصّ على فترة انتقالية مدتها ثمانية عشر شهراً، تتم خلالها صياغة دستور جديد والاستعداد لانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن الرئيس السابق رفض القيام بأيٍّ من هذه الخطوات.
المسؤول الأساسي عمّا حدث هو بشار الأسد نفسه. ويضاف إلى ذلك أن هروبه إلى روسيا وجّه ضربة إضافية لسورية، حيث ترك فراغاً دستورياً بشكلٍ متعمد. كان بإمكانه نقل السلطة إلى نائبه فيصل المقداد، لكنه بدلاً من ذلك أمر بانسحاب الجيش من مواقعه وتسليم الأسلحة. الأمر ذاته حدث مع الأجهزة الأمنية. كل المؤشرات تدل على أنه أراد ترك سورية في حالة من الفوضى. وهذا يذكّرنا بشعار أنصاره: «الأسد أو نحرق البلد!» ... ورغم أن الأوضاع معقدة وغير مستقرة، لكن يمكننا القول: إنه لم يتمكن من تحقيق هدفه هذا.
في نهاية المطاف، سقطت السلطة السياسية، ولكن النظام لم يسقط بعد. لأن النظام يعني دستوراً ومؤسسات وإدارة وطريقة توزيع محددة للثروة، وهذه العناصر ما زالت كما هي، ويجب العمل على تغييرها.
سؤال: أين تقف سورية بعد عشرة أيام من سقوط بشار الأسد؟
تحاول سورية الخروج من الفراغ الحالي. يحتاج السكان إلى الأمن وإلى مؤسسات فعّالة، وكذلك إلى حياة أفضل، مع الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية وفرص العمل. لا تستطيع هيئة تحرير الشام ملء هذا الفراغ على مستوى البلاد بأكملها بمفردها. ومن هنا تأتي ضرورة مشاركة جميع القوى في التحضير لانتقال حقيقي يشترك فيه كل الشعب السوري.
سؤال: كيف تنظم الأحزاب اليسارية والقوى التقدمية نفسها؟
كنا قد أسسنا جبهة التغيير والتحرير منذ عام 2011، وهي تجمع للعديد من الأحزاب والقوى، ونحن جميعاً متفقون على ضرورة تطبيق القرار 2254 وضرورة التغيير الجذري الشامل. الحركة الشعبية التي نشأت ضد النظام عام 2011، جرى دفعها نحو العنف ونحو أهدافٍ ضيقة، ولكنها عبر هذه السنوات كلها تعلمت من تجربتها، ونشهد الآن ولادة جديدة لها، أكثر وعياً وتنظيماً وتقدماً، وهي ستكون الحاضن الأساسي لكل القوى الوطنية والتقدمية التي تريد الخير لسورية.
بالطبع، هناك تيار إسلامي حاضر في البلاد، ونحن لا نتجاهل ذلك، لكنه في الواقع ليس الأهم ولا الأقوى. سورية بلد متنوع، والشعارات الدينية لا تجد صدى كبيراً. حتى بين المسلمين، فإن الكثير منهم ليسوا إسلاميين. وما زالت المؤثرات الدولية (تركيا، الولايات المتحدة، روسيا، إيران...إلخ) تلعب أدواراً، وتلقي بثقلها ضمن البلاد، ولذا من المهم، وفي إطار تطور الحركة الشعبية نفسها، أن ينتقل مستقبل سورية من الأيدي الدولية إلى الأيدي الوطنية. ومن هنا تأتي أهمية استعادة وحدة جميع السوريين.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206