كلمة حزب الإرادة الشعبية في تأبين الراحل عادل نعيسة
في المصاعب والأزمات تظهر معادن الرجال، وانفجار الأزمة السورية عام 2011 كشف المعدن النبيل للمناضل الاستثنائي الراحل عادل نعيسة.
هذا المعدن كان معروفاً ومختبراً من أصدقائه ورفاقه والمقربين منه ومن المشتغلين في الشأن السياسي، ولكن بعد 2011، بات معروفاً عند كل السوريين على امتداد المساحة السورية، وعلى اختلاف الاصطفافات المؤقتة التي أفرزتها الأزمة.
رغم أنه أمضى قرابة ربع قرن في السجون، دفاعاً عن مبادئه، إلا أنّه لم ينكسر، وبقي قابضاً على جمر النضال من أجل سورية والسوريين. ورغم أنّ الطبيعة الإنسانية تشتمل على الرغبة في الانتقام والرغبة في الثأر، خاصة حين يصل الظلم حد السجن قرابة ربع قرن، إلا أنّ الراحل قد تسامى عن الحقد والثأر والانتقام، مسطراً بذلك قاعدة ذهبية في إطار النضال الوطني، خاصة في الظروف القاسية التي تمر بها البلاد.
هو القائل: «حاشا أن أجعل جرحي أكبر من جرح الوطن، وعلى كل الوطنيين العمل لإنقاذ الوطن والوصول إلى حل سياسي يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً».
وهو من أوائل من دعوا إلى الحل السياسي في سورية، بعيداً عن الطروحات المتشددة على طرفي المتراس، طروحات «الحسم» و«الإسقاط»، والتي صبت دماء السوريين في طواحينها، محوّلة إياها إلى مكاسب مالية وسياسية ضيقة في حسابات المتشددين.
تحالفنا، نحن في حزب الإرادة الشعبية، مع قامة وطنية محترمة من طراز الراحل عادل نعيسة، ضمن جبهة التغيير والتحرير التي كان عضواً في قيادتها منذ انطلاقتها الأولى في قلب دمشق أمام تمثال صلاح الدين وحتى آخر أيام حياته... هذا التحالف لم يكن أمراً تصادفياً؛ بل التقاءً طبيعياً بين وطنيين حريصين على البلاد وأهلها... وفي إطار هذا التحالف، فقد وجدنا في الراحل الحليف الموثوق، المبدئي، والسياسي الخبير الذي يضع خبرته وتجربته في خدمة النضال من أجل الحل السياسي، ومن أجل التغيير الجذري الشامل الذي يصب في مصلحة الغالبية الساحقة المسحوقة من السوريين، متجاوزاً الانتماءات الأيديولوجية ومتمسكاً بانتماء واضح إلى البلاد وإلى فقرائها ومنهوبيها بالذات.
إنّ المسيرة الكفاحية للفقيد أكبر من يتم اختصارها في بضع كلمات موجزة في حفل تأبين، وصفاته الإنسانية الصادقة أوسع كذلك من اختصارها في بضعة أسطر، ولكن الأكيد هو أنّ واجبنا جميعاً، تجاه الفقيد وتجاه البلاد، هو أن نتابع بكل إصرار وتفانٍ وعزيمة تلك المسيرة، وصولاً إلى منتهاها في إخراج البلاد من أزمتها عبر الحل السياسي وعبر التغيير الجذري الشامل...
وهذا ما نعاهد عليه فقيدنا وفقيد سورية الغالي.
الخلود لذكرى المناضل المحبوب أبي عطا- عادل نعيسة
والعزاء لأهله وأحبائه ورفاقه في متابعة مسيرته.
عن هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية
قدري جميل
علاء عرفات
حمزة منذر
دمشق 16/آذار/2024
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1166