فيلم كوروني طويل!

فيلم كوروني طويل!

فجأة تنتقل الولايات المتحدة من تجاهل كورونا والتركيز على خسائره الاقتصادية إلى حالة الطوارئ، ووصلت تقديرات الإصابات في ولاية صغيرة كأوهايو إلى 100 ألف إصابة... بينما ذروة الإصابات اليومية في الصين لم تتجاوز 15 ألف! 

الفيروس الذي «تغذّى على التجاهل» حوّل أوروبا إلى مركز للوباء وبدأ الرؤساء يعلنون«هلعهم»: لتقول ميركل إن 60-70% من الألمان قد يصابون بالمرض، وليقول جونسون إن الأسر عليها أن تتجهز لفقدان أحبائها! وحتى الآن لم يتم عقد العزم للتوجه نحو الإغلاق وإجراءات الحجر للحماية، بينما يقول الخبراء إن إجراءات الحد قد تأخرت... والعائق هو الخسائر الاقتصادية للإغلاق.

وبالمقابل تودّع الصين الوباء وحالة الاستنفار، بعد أن أغلقت مدينة محورية كووهان منذ قرابة شهرين وفي المراحل الأولى من الانتشار، وكفلت مواطنيها في فترة إغلاق كل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، واستنهضت كل إمكانياتها التكنولوجية والعلمية لجمع البيانات والإسعاف وبناء المشافي «البعض يقول إن قطاع تكنولوجيا المعلومات الصيني لعب دوراً هاماً في إدارة الأزمة»، وعموماً تحمّلت الصين المسؤولية الإنسانية حتى لو كان الثمن خسارة أكثر من ثلثي نموها وما يزيد على 350 مليار دولار خلال شهرين... وبعد أن أزاحت الخطر واقتربت من نهاية المعركة بدأت بوضع النقاط على الحروف، ليقول المتحدث باسم الحكومة الصينية متهماً: «نريد تفسيراً من الجيش الأمريكي».

الصين أثبتت نهجها الإنساني فعلاً... بينما الكثير من الحديث عن «الإنسانية الغربية» يمرّ باختبار حاسم، وحتى الآن لا يسمح فعلياً بتخسير الأسواق لحماية المواطنين.

إن كان الفيروس كما تلمّح الحكومة الصينية سلاحاً بيولوجياً، فإن الفاشية الغربية في وقت الأزمات تثبت مرّة جديدة النظرية القائلة: بأن شرائح المال الأكثر رجعية في وقت الأزمات تطلق وحوشاً لا تستطيع التحكم بها...

معلومات إضافية

العدد رقم:
000
آخر تعديل على الجمعة, 13 آذار/مارس 2020 22:35