المعارضة السورية والمراجعة المطلوبة!
يجري الحديث في بعض أوساط المعارضة السورية عن ضرورة إعادة النظر بمواقفها، بعد أن وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، الدعوة بحد ذاتها صحيحة، وباتت بالفعل ضرورة حيوية لا تقبل التأجيل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: بأي اتجاه يجب أن تجري هذه المراجعة؟
الشرط الأول لأية مراجعة جدية، يبدأ من الالتزام الواضح والصريح والعملي، بفكرة الحل السياسي على أساس القرار 2254، وأية محاولة للالتفاف على هذا القرار، أو تجاهله، أو البحث عن بدائل له، لامعنى لها إلا العودة إلى المربع الأول، أما إذا البعض في «فمه ماء»، ويمهد له، أو يحاول تمريره، تحت اسم المراجعة، فبئس هذه المراجعة!
إن أهمية هذا القرار، هي: إنه قبل كل شيء تعبير عن حاجة سورية موضوعية، ويعكس إلى حد كبير مصالح الشعب السوري، في الحفاظ على وحدة بلده، ومحاربة الإرهاب، والتغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل، أي أنه يوفر لكل السوريين مكاناً في سورية الجديدة التي يجب أن تبنى بسواعد وأدمغة أبنائها، على أساس صراع البرامج والسياسات، وهو بالإضافة إلى ذلك، يعكس توافقاً دولياً صادراً عن أهم هيئة دولية، فهو بهذه الحالة يكتسب شرعية شعبية سورية، ويعكس شرعية دولية، وبالتالي فإن أية مراجعة صحيحة تستوجب التوافق مع هذا القرار نصاً وروحاً، لأن أية مراجعة خارج هذا الإطار تستهدف الحل السياسي
موقع قاسيون
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 809