في ذكرى الربيع
أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى السنوية الأولى «للربيع» السوري، كما سماه لنا «حراس الديمقراطية» في الإعلام الغربي، الربيع الذي تفتح عوضاً عن الأزهار سلاحاً يختبئ في أحراشنا وصحرائنا وخلف أسوار بيوتنا، وبدلاً من أن ينشر الطلع والعطر، نرى كتائب منتشرة على طول الحدود. فإلى أين..؟
في عمق الأزمة، وعلى مفترق الطرق الذي تقف عليه سورية، لم يعد السلاح غريباً عن المواطن السوري، بعد أن كانت هذه الكلمة تتردد في الكتب وحكايا الصيد.
الآن يردد الخليج العربي، وعلى مسمع من الجميع أهمية تسليح المعارضة السورية بكل الوسائل والإمكانات، لدعم الحراك و حمايته وإسقاط النظام، وكأن حرية الشعب السوري هي قضية الخليج الكبرى، هو نفسه الخليج الذي وقف صامتاً، وما يزال أمام فلسطين كشقيقة عربية جريحة، وأمام غزة كيتيم تخلت كل الدنيا عنه، هو نفسه الذي أعلن مخفيا ابتسامته أن المجازر الإسرائيلية في قانا و جنين، هي مبالغات في رد الفعل على «عصابات مغامرة» فحسب..
ألم يكن أجدر به أن يسلح الشعب الفلسطيني ضد المحتل الإسرائيلي أو بأقل تقدير أن يكسر حصار غزة ويبعد شبح الجوع عن أطفالها...؟
نقف عاجزين عن حل هذا اللغز أين هم أسياد مكة وخدام الحرمين الشريفين من تدنيس المسجد الأقصى وأين هم دعاة الحرية، ورعاة الديمقراطية في قطر من قضايا المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.. أين كانوا؟
ألم تكفهم أثمان نفطهم، أم تراهم عاقدين العزم على بيع الدماء فوق النفط، على الاجهاز على ما تبقى من أرضنا وقمحنا وشعبنا، ليجعلوا بلادنا صحراء لا شيء فيها غير الذئاب والسلاح...؟
أم تراهم عاقدين العزم على جعل ربيعنا خريفاً؟؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 543