منظمة دمشق تحيي ذكرى الجلاء المجيد

في الذكرى الـ 56 لعيد الجلاء المجيد الذي تصادف هذا العام مع المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني الباسل، أقامت اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري بدمشق في السابع عشر من نيسان المنصرم  مهرجاناً اعتصامياً في شارع الجلاء بدمشق أمام مقر الأمم المتحدة، وقد توافد الرفاق والأصدقاء الى المكان وهم يحملون أعلام الوطن والرايات الحمراء والأعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات والشعارات المعادية للامبريالية والصهيونية، معبرين عن دعمهم وتضامنهم مع صمود الشعب الفلسطيني الباسل الذي يجابه الوحشية الصهيونية بانتفاضته المستمرة من أجل تحرير كامل التراب الفلسطيني من براثن الاحتلال الصيوني  الغاشم..

كما شارك في المهرجان العديد من الرفاق من المحافظات السورية..

نحن معكم يا أبطال فلسطين
وفي بداية المهرجان ألقى الرفيق محمد علي طه عريف المهرجان كلمة جاء فيها:
في شارع الجلاء بدمشق... وفي يوم الجلاء العظيم، السابع عشر من نيسان المجيد... عيد أعيادنا الوطنية... ندعوكم للوقوف دقيقة صمت إكباراً وإجلالاً لشهداء الحرية والاستقلال لشهداء الوطن الحبيب... لشهداء المقاومة الباسلة... لشهداء انتفاضة فلسطين الأبرار.
والآن واحتفاء بعيد الجلاء المجيد... لننشد معاً نشيد عزتنا وكرامتنا... نشيدنا الوطني: حماة الديار.. (ورددت الجموع النشيد الوطني لسورية الحبيبة) وأضاف: إن ما يجري اليوم على أرض فلسطين هو كتابة لتاريخ مجيد يسطره شعب مقدام بطل.. وسجل يدون بنجيع دماء الميامين البواسل.. يسطر بحروف من نور ونار استقلال فلسطين الآتي لا محالة.. رغم أنف جبروت الطغيان والبطش والإرهاب رغم أنف الإمبريالية الأمريكية وكلاب حراستها الصهاينة قطعان النازية والعنصرية المجرمة والرأسمالية المتوحشة أعداء الشعوب والحياة.
ومن هنا من دمشق النضال والصمود نطلقها صرخة مدوية: نحن معكم يا أبطال فلسطين الأشاوس.. نشد على أيديكم وإلى جانبكم سنقاتل الغزاة الطغاة المحتلين.. ولن تكونوا وحدكم في ساحة الشرف والفداء.. فالجماهير العربية هبت في كل مكان تزلزل الأرض تحت أقدام الحكام المتواطئين مع الصهاينة والأمريكان.
واختتم كلمته بالقول: يا أبناء شعبنا الأبي: بوحدتنا الوطنية سنتابع النضال لمجد الوطن وعزته وكرامته.

كلمة منظمة دمشق
 ثم ألقى الرفيق علاء عرفات أمين اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري بدمشق كلمة جاء فيها:
في ذكرى الجلاء المجيد لنقف صفاً واحداً كتفاً لكتف دفاعاً عن استقلال الوطن الذي يهدده الإمبرياليون الأمريكيون والصهاينة المجرمون، مستلهمين بطولات وصلابة يوسف العظمة وسلطان الأطرش وصالح العلي وحسن الخراط وإبراهيم هنانو وكل أبطالنا العظام.
في ذكرى الجلاء نؤكد على الوحدة الوطنية الشاملة والقائمة على اطلاق الحريات الديمقراطية للجماهير الشعبية لتمارس دورها في مواجهة التهديدات من قبل التحالف الصهيوني الأمريكي لبلادنا ومن أجل استعادة جولاننا الحبيب.
إننا نشهد اليوم عودة الجماهير العربية إلى الشوارع لفرض خيار المقاومة الشاملة  في مواجهة عجز الأنظمة العربية ودعاة الاستسلام. ففي جميع البلدان العربية تحرك الملايين دفاعاً عن الشعب الفلسطيني البطل في مواجهته العظمى، مع الصهاينة وحلفائهم الأمريكيين.
إن هذه المواجهة التي أبدى فيها الشعب الفلسطيني بكل فئاته وقواه الوطنية بطولة أسطورية أصبحت مضرب المثل في النضال لجميع الشعوب. إن جنين ونابلس وبيت لحم وغزة وطولكرم والقدس أصبحت رموزاً للصمود والمقاومة.
وأمام أعيننا انطلقت واتسعت أكبر حملة تضامنية عالمية مع القضية الفلسطينية وشعب فلسطين في مواجهة العدوان والقتل والتدمير الوحشيين اللذين يمارسهما الصهاينة بحماية أمريكية. المظاهرات الكبرى تتحرك والملايين تنزل للشوارع مطالبة بوقف العدوان وإدانة الصهاينة والإمبرياليين الأمريكيين، ويرتفع في العالم شعار أمريكا رأس الإرهاب.
نعم إن العالم يتضامن، إن العالم يتضامن فقط مع المقاومين لا مع الأذلاء الخانعين.
هذه المقاومة وهذه البسالة هي التي ستفرض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقق حق العودة إلى فلسطين للاجئين.
 لا سبيل للانتصار إلا بالمقاومة الشاملة والمقاطعة الشاملة للمصالح الأمريكية والصهيونية.
عاشت الذكرى السادسة والخمسون للجلاء المجيد وتحيا ذكرى شهداء الوطن وذكرى شهداء الشعب الفلسطيني البطل ولترتفع رايات المقاومة.

كلمة من حلب الشهباء
ثم ألقى الرفيق علي حمادة من منظمة حلب كلمة جاء فيها:
يا جماهير دمشق الباسلة ـ يا أبناء وأحفاد يوسف العظمة وحسن الخراط ومحمد الأشمر، يا أبناء سورية العربية البطلة يا أبناء صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وطيب شربك وغيرهم وغيرهم من آلاف المناضلين والشهداء الذين قضوا دفاعاً عن الوطن حتى تحقق جلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن الحبيب. فكانت أعياد الحرية والاستقلال والجلاء الذي نحتفل به في هذا اليوم العظيم.
وهاهي الجماهير العربية السورية على امتداد الوطن في دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس ودرعا والسويداء ـ إدلب والرقة ـ الحسكة ودير الزور وفي كل بلدة وقرية وجامعة ومدرسة وشركة ومعمل، نساء ورجالاً شيباً وشباباً وأطفالاً آلاف وآلاف بل عشرات الآلاف في ظل وحدة وطنية عارمة تملأ شوارع الوطن تعلن دعمها المطلق لانتفاضة الشعب الفلسطيني الباسلة من أجل دحر الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني ومن أجل نيل حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم. لقد بات واضحاً أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست راعياً لعملية السلام بل هي طرف منحاز للعدو الصهيوني ولا يمكن أن تكون حَكَماً وهي الراعي الحقيقي للإرهاب الإسرائيلي والدولي وهي من يقدم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي لهذا الإرهاب وقد وصلت الوقاحة الأمريكية ذروتها عندما أعلن الإرهابي الأمريكي بوش أن شارون المجرم سفاح صبرا وشاتيلا هو «رجل سلام»!.
وأضاف: يا جماهير دمشق البطلة. ستظل البشرية تذكر بكل مرارة واستنكار ما فعله ويفعله العدو الصهيوني من قتل وذبح وتطهير عرقي في شوارع رام الله وطولكرم ونابلس وجنين وغيرها وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية أن حصار كنيسة المهد وحرق جامع عمر بن الخطاب وهدم البيوت على ساكنيها وضرب البنى التحتية والمقابر الجماعية لا تقل بحال من الأحوال عن جرائم النازية البشعة. إننا نطالب الدول الأوربية ودول عدم الانحياز والدول الإسلامية بشجب العدوان الإسرائيلي الصهيوني والعمل على إيقاف الحرب العدوانية القذرة وانسحاب إسرائيل الفوري من جميع الأراضي العربية المحتلة وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية  والثقافية مع الكيان الصهيوني. لكن لابد لنا هنا من أن نتوجه إلى الحكام العرب الذين تقيم أنظمتهم علاقات اقتصادية ودبلوماسية مع الكيان المجرم نسألهم إن كانت قد بقيت لديهم نخوة عربية: كيف نطالب هذه الدول بما يتوجب عليكم فعله قبل كل العالم.
لقد أثبت الحياة أن العدو الصهيوني لا يريد السلام وأن حق الشعب العربي الفلسطيني لن يتحقق إلا بالمقاومة ودعم الشعوب. وإن جماهيرنا العربية من المحيط إلى الخليج، ومعها كل أحرار العالم، تعتبر المواقف الخجولة والصمت تجاه المجازر الإسرائيلية تواطؤاً على الشعب العربي الفلسطيني ونحن واثقون أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تقهر وأن الانتفاضة ستنتصر وأن مزارع شبعا ستعود وأن الجولان الحبيب سيتحرر.
أيها الأخوة والأخوات أيها الرفيقات والرفاق اسمحوا لي باسمكم أن أتوجه إلى أبناء الشعب الفلسطيني وإلى أبطال الانتفاضة وإلى الشعب اللبناني الشقيق والمقاومة اللبنانية البطلة، إلى الشعب العراقي العظيم، إلى أبنائنا في الجولان لأننا معكم وسندفع بالغالي والرخيص من أجل انتصار قضيتكم ولن تستطيع أي قوة النيل منكم لأننا معكم وكل الجماهير العربية وأحرار العالم معكم.

المجد للمقاومة والنضال
ثم كانت مشاركة الشعر، فألقى الشاعر أيمن أبو شعر قصيدة مجدت نضال الشعب الفلسطيني في سبيل تحرره من ربقة الاحتلال الصهيوني. كما ألقى الرفيق الشاعر الشعبي فاضل حسون «أبو سلام» بعض قصائده الحماسية التي ألهبت مشاعر الحضور، ثم تلا عريف الاحتفال بيان الشيوعيين السوريين.
واختتم الاحتفال بتظاهرة وطنية انطلقت من شارع الجلاء حتى مقر المفوضية الأوربية حيث ردد الجميع النشيد الوطني.
وقد بث التلفزيون السوري في نشرة الأخبار المسائية لقطات ولقاءات من المهرجان..

■ تصوير السيد هيثم الكواكبي

معلومات إضافية

العدد رقم:
174