الشيوعيون الشباب على درب الشهادة والفداء

أكثر من ثلاثين كيلو متر قطعها الشيوعيون الشباب سيراً على الأقدام في «مسير الشباب الوطني الثامن نحو ضريح الشهيد البطل يوسف العظمة»..

هذا المسير الذي يحمل الكثير من الرموز والمعاني نفذه الشباب الشيوعيون يوم الاثنين 24 تموز 2006 تخليداً لذكرى معركة ميسلون العظيمة التي كانت أول رسالة وطنية يبعثها السوريون الأحرار لجحافل قوات الاحتلال الفرنسية، ليقولوا لها: «لن تكون بلادنا إلا مقبرة لجنودك حتى وإن كانوا مدعومين بالشرعية الفاسدة ومتفوقين بالعدة والعتاد».

لا الشمس التموزية الحارقة ولا طول المسافة أعاقت هؤلاء الشباب عن السير على الخطا نفسها التي سارها يوسف العظمة قبل 86 سنة، إذ انطلقوا من جوار منزله في حي المهاجرين بدمشق، وارتقوا جبل قاسيون، ثم عبروا وادي بردى غرباً إلى ميسلون، وكانوا طوال الوقت يرفعون الأعلام الحمراء والعلم السوري واللافتات الداعية للمقاومة والمنددة بالعدوان، ويرددون الأناشيد والأغاني الوطنية دون كلل أو ملل.

وحين وصوا إلى ميسلون وبدا ضريح الشهيد يوسف العظمة من بعيد علا هتافهم الوطني المجلجل متوعداً أعداء الوطن في الداخل والخارج، وواعداً بطل مأثرة ميسلون بانتهاج نهجه والمضي في طريق النضال والتضحية الذي اختاره.

عند الضريح الغالي، وبعد خمس ساعات من السير الحثيث، وقف الشباب الذين قارب عددهم المائة دقيقة صمت إجلالاً للشهيد ولكل شهداء الحرية في كل بقعة مقاومة على هذا الكوكب، ثم رددوا النشيد الوطني بحناجر ملتهبة وطنية وفخراً ورغبة حقيقية صادقة في عمل أي شيء يمكن أن يخدم القضية الوطنية.

إن ذكرى موقعة ميسلون البطولية، بشهدائها العظام الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن الغالي سورية، ودفاعاً عن الكرامة ودفعاً للذل واليأس، تمر هذا العام، كما كل عام، وأخطار العدوان تتعاظم إلى حدودها القصوى على وطننا الحبيب، ولا خيار أمام من اختار العزة سبيلاً والكرامة قيمة والشهادة من أجل النصر شعاراً ونهجاً، إلا التسلح بثقافة المقاومة والاستعداد للانقضاض على أعداء الإنسانية الذين يصرون على إذلالنا، وقتها سنكون حقاً خير خلف لخير سلف..