حازم بوسعد حازم بوسعد

هل الديمقراطية.. غاية؟؟

يتلازم في جهاز الدولة -بوصفه جهازاً طبقياً- وجهان: ديمقراطي وديكتاتوري، أما الديمقراطي فيعبر عن التوافق الشكلي بين الطبقات المتصارعة، التوافق الناشئ عن استعصاء الصراع الطبقي. وأما الديكتاتوري فهو جوهر هيمنة الطبقة السائدة على بقية الطبقات.. وبكلام آخر فإن الطبقة السائدة تمارس تداول السلطة فيما بين أقطابها ديمقراطياً ولمصلحتها في حين تمارس على التوازي ديكتاتوريتها كطبقة متحدة المصالح ضد بقية طبقات المجتمع.

يحاول الغرب تقديم الديمقراطية على أنها عملية مطلوبة لذاتها، مغيبا بذلك المنشأ الحقيقي لها.. نشأت الديمقراطية البرجوازية قبل ثلاثة قرون مضت تحت تأثير عاملين:
الأول: ضغط الطبقات المستغلة وتصاعد نضالها وعلى رأسها الطبقة العاملة.
الثاني: تعقد عملية تقسيم العمل جعل عملية الإنتاج محكومة إلى كل مرحلة من مراحلها بحيث تتوقف عملية الإنتاج عند أي تعطل لأي مرحلة من مراحل العملية الإنتاجية، وبالتالي أصبح من الضروري إعطاء هامش للعمال يحافظ على درجة رضاهم ويسمح لعملية الإنتاج بالاستمرار..
كرست الثورة الفرنسية الفهم المغلوط للديموقراطية على أنها الغاية النهائية للحركات الشعبية الهادفة للتغيير مما أفقد الكلمة مضمونها الثوري. وهذا أمر طبيعي فالطبقة المنتصرة في الثورة الفرنسية، الطبقة البرجوازية، تقصد بالديمقراطية في حال تطبيقها، ضمان البقاء ضمن التشكيلة الرأسمالية مع تغيير وجوه.. ولكن دون المساس بجوهرها المستغل..
إذا كان هذا ما تريده البرجوازية من الديمقراطية فما الذي تريده الحركات الثورية والأحزاب التقدمية من الديمقراطية؟؟
إن الديمقراطية هي أداة أساسية في نقل النضال الطبقي من مستواه الاقتصادي إلى مستواه السياسي العام، وحينها فقط نستطيع الحديث عن طبقة من أجل ذاتها، عن طبقة تعرف مصالحها بعمق وتناضل من أجل تحقيقها، وتطرح لأجل ذلك برنامجاً متكاملاً لحياة بديلة..
الهدف الأساسي من وراء العملية الديمقراطية هو تجميع القوة الاجتماعية القادرة وصاحبة المصلحة في التغيير الجذري والشامل..
الديمقراطية وحتى تكتسب معناها الحقيقي هي وسيلة ولم ولن تكون غاية..