حرب النفاق.. ونفقات الحرب

أكدت صحيفة «نيويورك تايمز»، أنّ النفقات الهائلة للبنتاغون قد استردت بالكامل بفضل السيطرة على أفغانستان والعراق. وعلى أساس هذه الأعمال المثمرة للغاية، يقترحان كذلك استثمار إعادة إعمار الأمم، لعلمهما بأنّ حسن إدارة الأعمال لا يقتصر على الحرب، ويمكنهما تأمين خدمة ما بعد البيع.

 

من نتائج الاعمار الأمريكي للعراق: الطفلة العراقية أشواق )9) أعوام.. تدخن سيكارة الى جانب عمر )12) عاماً الذي يتنشق مادة الصمغ كوسيلة للتخدير قرب ساحة الفردوس في بغداد.

من جهته، يكشف ستانلي أ. وايس أنّ النفط يكاد يكون نقمةً على الدول التي تملكه، بدلاً من أن يكون وجوده عاملاً لصالحها. ويتساءل في الإنترناشيونال هيرالد تريبيون عن «حظّ» العراق في هذا المجال. غير أنّ هذا الرأي الموضوعي يقوده إلى استنتاجٍ استعماري كلاسيكي: ينبغي إنقاذ العراقيين من لعنة نفطهم بوضعه تحت الوصاية. 

ويأسف جون ب. ولفستال لمطاردة العلماء العراقيين المتورطين في برامج أسلحة الدمار الشامل، ومعاملتهم كمجرمين، في حين أنّهم يمكن أن يكونوا مساعدين ثمينين في مجال تدمير هذه الأسلحة. ويمضي في لوس أنجلوس تايمز أبعد من ذلك، فيقترح الحرص على إعادة إدماجهم المدني، بحيث لا يضعون علمهم في المستقبل تحت تصرف المجموعات «الإرهابية». ويقارن اجتذابهم باجتذاب العلماء السوفييت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. لكن إذا كان نظام صدّام حسين مجرماً، فمن الأصح مقارنة هذا الاقتراح بـ «عملية التطويق الورقي» التي أعادت من خلالها الولايات المتحدة تشغيل العلماء النازيين في مراكز الأبحاث التابعة لقواتها المسلحة.