القصة الحقيقية وراء «السيدة أنتراكس»

حول احتجاز الدكتورة هدى عمّاش

يؤكّد الناشرون الأمريكيون للدكتورة هدى عمّاش بأنّ دوافع سياسية يمكن أن تكون وراء احتجاز العسكريين الأمريكيين لها يوم الاثنين الخامس من أيار في بغداد، بحجّة أنّها كانت تشرف على تطوير الأسلحة البيولوجية المزعوم في العراق. الدكتورة عمّاش، عميدة جامعة بغداد، هي التي كتبت: «التلوثّ السمّي وحرب الخليج والعقوبات»، وهي دراسة موثّقة وانتقادية نشرت في مختارات تبحث في تأثيرات حرب الخليج والعقوبات على العراق تحت عنوان: «العراق تحت الحصار».

 (منشورات ساوث إند برس، 2002).

وقد أكّد الناطق الرسمي باسم الأنموفيك (لجنة الأمم المتحدة للرصد والتحقّق والتفتيش) لوكالة ساوث إند برس أنّه بناءً على آخر حملات التفتيش، فإنّ الأنموفيك لم تختر الدكتورة عمّاش لمقابلتها لأنّ الأنموفيك لم تحصل على دليلٍ قاطع على وجود صلةٍ بين الدكتورة عمّاش وبين برامج الأسلحة البيولوجية حين زار أعضاء اللجنة جامعة بغداد في الثالث عشر من كانون الثاني 2003.

وقال ألكساندر دوينيل: «إننا نستنكر بشدّة الاعتقال غير الشرعيّ للدكتورة عمّاش والنيّة في إخضاعها للاستجواب. نحن نطالب بإخلاء سبيل الدكتورة عمّاش على الفور. تحاول الحكومة الأمريكية إسكات الانتقاد الصريح الذي قامت به الدكتورة عمّاش لدور الأمريكيين في زيادة حدوث السرطان وأمراض أخرى في العراق بسبب استخدامهم هم للأسلحة الخطيرة بيولوجياً كاليورانيوم المخضّب المشعّ.»

حصلت الدكتورة عمّاش، وهي عالمة في البيولوجيا البيئية وأستاذة في جامعة بغداد على شهادة الدكتوراه من جامعة ميسوري الأمريكية. وقد نالت احتراماً دولياً بفضل منشوراتها، وخاصةً دراستها حول زيادة حالات السرطان بين الأطفال العراقيين وقدامى المحاربين منذ حرب الخليج. وقد كتبت في «العراق تحت الحصار» ما يلي:

«لقد ارتفعت نسبة الوفيات بين العراقيين بصورةٍ ملحوظة، وشكّل السرطان سبباً رئيسياً في الوفاة، وخاصةً في الجنوب ولدى الأطفال.»

أثناء زيارةٍ لممثلي المنظمات غير الحكومية وموظفين أمريكيين سابقين في كانون الثاني 2003، أعلنت الدكتورة عمّاش ما يلي:

 «الناس هنا يحترمون الشعب الغربي وثقافته. إننا نحترم إنجازاتكم التكنولوجية وقيمكم. غير أنّ البعض قد أقحموا الحقد للتحريض على صدمة الحضارات.»

تشمل المنشورات الأخرى للدكتورة عمّاش:

«أثر التلوّث الحاصل أثناء حرب الخليج على الأمراض المُعدِية في العراق».

(منشورات سولي الموندو، روما 1999)، و«التلوّث الكهرمغناطيسي والكيميائي والجرثومي الناتج عن الحرب والحصار، وتأثيراته على البيئة والصحة» (مجلة أكاديمية العلوم، 1997، العراق)

■ ألكساندر دوينيل