بيان من الشيوعيين السوريين النصر للمقاومة العراقية

■ حَكم صدام حسين بالظلم والاستبداد دهراً، ولكنه سقط ـ مع أركان حكمه ـ مابين مغيب الشمس وطلوع الفجر، وجاء الاحتلال الأمريكي ـ البريطاني وريثاً له على شعب العراق، شعب البطولات والعلماء والحضارات والفداء والتضحيات..!

■ ماحدث ويحدث في العراق الشقيق، من احتلال الأرض وبروز الموالين لقوات الغزو، ليس نهاية التاريخ، فالشعب العراقي والشعوب العربية لم تثق يوماً بحكم الطاغية صدام حسين، لأن كل من يذبح شعبه ويحجب الحرية والديمقراطية عنه لايمكن أن يصمد في معركة الدفاع عن الوطن والأرض والعرض، بل الذي سيصمد الآن في مواجهة الخيانة ويحول المأساة الى انتصار على المحتلين هو الشعب العراقي المقاوم وقواه الوطنية العريقة في مقاومة الغزاة، ومعهما الشعوب العربية وقواها الطليعية تحت الشعار الاستراتيجي: «المقاومة هي الخيار الوحيد»، وها قد بدأت في أرض الرافدين أولى العمليات الاستشهادية ضد الغزاة المحتلين ولن تنتهي إلاَّ بجلائهم عن أرض العراق وترابه الواحد الموحد...

■ لقد سقطت جميع الرهانات على النظام الرسمي العربي المتخاذل، الذي يستقوي على شعوبه بالحديد والنار والأساليب الفاشية بكل صنوفها، وبالمقابل وقف ويقف عاجزاً عن حماية الوطن حيث سخَّر كل مايملكه من سلاح وموارد وجغرافيا لخدمة أسياده الامبرياليين والصهاينة... فلم يصل أي عسكري أمريكي ـ بريطاني الى أرض العراق إلاَّ عبر الأجواء والأرض والمياه العربية المحكومة بالطغاة الخونة.. لذلك على الشعوب العربية غسل هذا العار، ورفع شعار تحرير العراق وجلاء قوات الاحتلال عنه والعمل على تأسيس مقاومة شعبية عربية وفتح مراكز التدريب على استخدام السلاح وأساليب المقاومة الشعبية، وقد سبقتنا الى ذلك الحركة العفوية للمتطوعين العرب الأبطال الذين توافدوا الى العراق وقاتلوا المحتلين واستشهد العشرات منهم دفاعاً عن تراب العراق...

■  آن الأوان لتطوير كافة أشكال النضال السياسي ضد الامبريالية الأمريكية والبريطانية من قبل الجماهير العربية وتبني شعار: مقاطعة وضرب المصالح الأنكلو ـ أمريكية في المنطقة وعلى رأسها مقاطعة الدولار الأمريكي.

■ إن المعركة مازالت مفتوحة وفي بدايتها ولن تتوقف عند العراق، لأن صقور البنتاغون والبيت الأبيض يحلمون بالسيطرة على الأرض العربية كافة والاستيلاء عليها وتحويل العرب الى عبيد وخدم، فأين نحن مما تبيته لنا الامبريالية الأمريكية ـ والصهيونية والعولمة المتوحشة؟.. هاهي التهديدات الأمريكية الوقحة ضد سورية ولبنان قد ازدادت، كما تزداد سياسة الأرض المحروقة ضد شعب فلسطين وانتفاضته الباسلة، فلا بد من استغلال الوقت والاستعداد الشامل وتعميق ثقافة المقاومة حتى الاستشهاد دفاعاً عن الوطن قمة القمم وذمة الذمم، وهذا يتطلب بالضرورة تأمين مستلزمات الصمود أكثر من أي وقت مضى وأهمها تعزيز الوحدة الوطنية وإشاعة الحريات الديمقراطية ومحاربة النهب والفساد والاستجابة لمطالب الطبقة العاملة في زيادة الأجور ورفع الحيف عن المواطنين الذين حرموا من الجنسية وتسليح كل الشعب بهدف تفعيل طاقات الجماهير الجبارة ضد التحالف الامبريالي ـ الصهيوني.

 وتبقى المقاومة هي القمة.

  دمشق في 13/4/2003

اللجنة الوطنية لوحدة

الشيوعيين السوريين