الحفاظ على وحدة الحزب شرط أساسي لتعزيز الوحدة الوطنية
إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري..
وإلى جميع الرفاق في الحزب..
لقد عبرت منظمة الحزب بدمشق في كل رسائلها إلى قيادة الحزب عن حرص المنظمة ولجنتها المنطقية الشرعية على وحدة حزبهم المجيد، وقد طالبنا، بأكثر من رسالة، وقف مسلسل القمع والتنكيل بحق أعضاء المنظمة، واللجوء إلى إجراء حوار رفاقي هادئ على أساس النظام الداخلي ومبدأ المركزية الديمقراطية. كما طالبنا بضرورة تحويل مقررات المؤتمر العام التاسع للحزب الذي كنا وما زلنا نعلن موافقتنا عليها والتزامنا بها إلى برنامج عمل تحشد له كل الجهود من أجل نشر سياسة الحزب وتطبيقها بالشكل الصحيح. فمن المعروف أنه لا يمكن النظر للسياسة الصحيحة بمعزل عن التطبيق الصحيح لها، وللأسف الشديد لم نسمع أية إجابة على مطالبنا المشروعة والعادلة التي جوهرها الاحتكام للعقل والمنطق، وأخذ مصلحة الحزب كله بعين الاعتبار، فالحزب لا يمكن له أن يكون قوياً إذا كان متفرقاً مشتتاً، إن قوة الحزب تكمن في وحدته الصوانية التي تتأمن من خلال توفر وحدة الإرادة والعمل. ووحدة الإرادة والعمل تتجلى بشكل واضح إذا ما جرى احترام الرفاق والهيئات. وأن يكون هذا الاحترام متبادلاً. بهذا فقط يستطيع الحزب الالتفات إلى مهامه .
أيها الرفاق: قلنا، ونقولها مجدداً: لا انقسام ولا استسلام. لأننا نعي أن أي انقسام هو إضعاف للحزب ومواقفه.
واليوم، وبعد الأحداث الخطيرة التي فاجأت العالم وأذهلته، خرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن وقارها المزيف، وأعلنت الحرب على العالم كله الذي يساعد «الإرهاب» وهي تقصد بذلك كل من يعادي خططها وسياستها المتغطرسة. إن الأمر لخطير جداً، والمنطقة والعالم كله مقبل على مرحلة جديدة لا أحد يستطيع أن يتكهن بحجم نتائجها المدمرة. وبلدنا سورية لن يكون بمأمن من حقد وغل الولايات المتحدة عليها لأن سورية مازالت تقف في وجه مخططاتها بالمنطقة وخاصة ما يتعلق منها بمسألة حل الصراع العربي _ الإسرائيلي، وقد ضاقت الولايات المتحدة ذرعاً بذلك، وهي تبحث اليوم عن مخرج يحقق لها أهداف الهيمنة والسيطرة.
وتجاه هذا الخطر الماثل أمامنا اليوم، ندعوكم أيها الرفاق إلى التحلي بالحكمة والروية وإدراك الواقع الجديد الذي يتطلب وحدة كل القوى الوطنية المناهضة للإمبريالية، سواء كان على المستوى الإقليمي أو العالمي، لمواجهة هذا الخطر، وندعوكم للتراجع عن كل الإجراءات والقرارات التي اتخذت بحق كادرات المنظمة والحزب بعد المؤتمر التاسع.
إن المطلوب اليوم هو إعلاء شأن المصلحة العامة العليا للوطن والحزب، والارتقاء بها إلى أقصى درجات نكران الذات والابتعاد، بل التخلي نهائياً عن النزعات الذاتية والأنانية لدى بعض الذين مازالوا يفكرون ويعملون وكأن الحزب ملك شخصي لهم، إن أمثال هؤلاء هم الذين أضروا بسمعة الحزب التاريخية ويضرون بها وهم أيضاً وراء تراجع هيبة الحزب وعمله، إن هؤلاء علينا أن نساعدهم للتخلص من أوهامهم ليكونوا بحق رفاقاً جيدين، وإن لم نستطع، فعلينا التخلص منهم لأنهم يشكلون كابحاً حقيقياً لمسيرة الحزب وتقدمه. ونحن من جهتنا، وإدراكاً منا لخطورة الوضع في المنطقة والعالم، مستعدون للعمل الحزبي يداً بيد على أساس قرارات ونتائج المؤتمر التاسع وتنفيذ المهمات الحزبية بروح المسؤولية العالية تجاه الحزب والوطن إذا ما أبديتم تفهماً جدياً للواقع واستطعتم أن تتخذوا القرار الصحيح لمصلحة الحزب والوطن، وذلك بالرجوع عن كل القرارات التنظيمية التي اختلفنا عليها بعد المؤتمر التاسع، لأن ذلك سيكون خطوة جدية في توطيد الوحدة الوطنية.
إن قوة الحزب تكمن في وحدته.
دمشق في 21/ 9 / 2001
اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في دمشق
أمين اللجنة محمد محسن الأيوبي