طبول الحرب ضد سورية في الكونغرس الأمريكي.. والرقص في دمشق!!
كمال مراد كمال مراد

طبول الحرب ضد سورية في الكونغرس الأمريكي.. والرقص في دمشق!!

في ذات اليوم الذي بدأ فيه الكونغرس الأمريكي مناقشته قانون «محاسبة سورية» (12/9/2002).. كانت فرقة الروك آندرول الأمريكية تحيي حفلاتها في حديقة تشرين بدمشق إحياءً لذكرى قتلاها في 11 أيلول 2001..

ولأن المفارقة مؤلمة.. ولأن الدم الفلسطيني يهرق بشكل يومي بالسلاح الأمريكي.. وأبواق الحرب على العراق تصدح في البيت الأبيض.. والتلويح الأمريكي بالتهديد والوعيد والمحاسبة لصمود سورية ودعمها للمقاومة الوطنية الفلسطينية يشتد في الكونغرس الأمريكي...  يغدو حضور حفل موسيقي أمريكي بمبادرة من السفارة الأمريكية في دمشق أمراً لايحتمل.. بل أمراً مهيناً للشعور والكرامة الوطنية..

  وبشكل عفوي.. احتشد عدد من الشباب والشابات في مكان الاحتفال وهم يرفعون الأعلام السورية والفلسطينية ويرددون الأغاني والأناشيد الوطنية.. ويهتفون الشعارات المعادية للإرهاب الأمريكي الصهيوني.. ويعلنون احتجاجهم على استضافة الفرقة الأمريكية..

«قاسيون» التقت العديد من المشاركين في الاحتجاج، وسجلت الانطباعات التالية:

- حسان: لماذا يأتون إلى هنا؟.. أمريكا تعلن العدوان علينا.. ونحن نستضيف موسيقاهم.. هل ينسجم ذلك مع شعار المقاطعة؟.. هتفنا: ياعربي شيكا بيكا.. قاطع قاطع أمريكا.. الحل الثوري الحقيقي.. طرد السفير الأمريكي.. أنا أحب الموسيقى العالمية.. ولكن لاأحب موسيقاهم لأنها موسيقى حرب.. كنت أرغب لو قاطع الجميع هذه الحفلة..

- راما: كيف يمكن لنا أن نرقص على أنغامهم.. والعدوان الأمريكي يتواصل ضدنا.. احتجاجنا يعني أنهم غير مرغوب بهم في بلادنا.. ماأزعجني هو أن أحد أعضاء الفرقة وضع الشال الفلسطيني على كتفيه.. لم يعلن تضامنه مع فلسطين.. إنه لوث هذا الشال..

- عصام: أنشدنا الأغاني الوطنية على إيقاع الطبل كي نوصل صوتنا للحضور.. كيف يحضر شبابنا لفرقة أمريكية في ظل تهديدات أمريكا.. والطائرات الأمريكية تستبيح الأجواء الفلسطينية ليل نهار.. الفرقة لم تأت للتضامن مع فلسطين وسورية.. بل لتكريس أغاني (الميتالجية) التي تجر الشباب نحو الانعزالية وكره الناس وتبعدهم عن هموم وطنهم..

- حبيب: وجود الفرقة شكل استفزازاً لمشاعرنا الوطنية.. وأؤكد على الترابط مابين الثقافة والسياسة.. هم يهددون ويدعون لمحاسبة سورية.. ونحن نرقص على أنغام موسيقاهم!!..

هتفنا: أمريكاني رحال رحال.. أرضي ماتحمل أنذال… أمريكا حلمك مهزوم.. وطغيانك مارح يدوم…

 

 نور: لسنا ضد الفن.. بل ضد التهديدات الأمريكية لشعوب المنطقة.. لقد دهشت لانفعال بعض الحضور مع موسيقاهم.. لم يكن انفعالاً فنياً أو انسانياً.. لقد كان انفعالاً هستيرياً و(جنان)!!.. وكنت أتمنى لو أن وزارة الثقافة لم توافق على مجيء فرقة كهذه...