احتفالات طرطوس بالذكرى الـ 85 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري
قامت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في طرطوس بالاحتفال بالذكرى الـ85 لتأسيس الحزب من خلال عدة نشاطات وفي أكثر من دائرة.. وسنوجز فيما يلي بعض هذه النشاطات..
• ندوة هامة مع مخائيل عوض
دعت اللجنة الوطنية في طرطوس المفكر والباحث اليساري اللبناني (ميخائيل عوض) لإلقاء محاضرة بعنوان (لبنان والمؤامرات التي تحاك ضده – ودوره في الصراع العربي الإسرائيلي).. حضرها جمهور غفير وشخصيات متنوعة، ووفد من الحزب الشيوعي السوري (النور)...
قدم المحاضر الرفيق رئيف بدور منوهاً بأهمية المناسبة، قائلاً: إن حالة التشرذم والتشظي في الحركة الشيوعية ليست قدراً، بل قدر الشيوعيين هو وحدتهم ومن خلالهم ستترسخ الوحدة الوطنية وتنجز وحدة اليسار في سورية.
تحدث الأستاذ عوض عن وحدة الحزبين السوري واللبناني قبل التجزئة، مبيناً أن هناك حقيقة عالمية جديدة ترتسم بالواقع، لمن يعرف في التاريخ لمن يعرف المستقبل، ستعود الحركة الشيوعية كقوة قادرة على وضع حل ناجز لمآسي الإنسانية.
وتابع قائلاً: بمتابعة ما جرى في مراكز الدول الرأسمالية وفي الانتخابات اليابانية واليونانية، يثبت أن الفكر الأكثر واقعية والنظرية الأكثر علمانية هي الآن تعود بقوة أكثر من الفترة التي تكونت فيها تلك النظرية مستفيدة من تجارب الماضي، وأن العالمية هي في جوهر النظرية الماركسية، وهي صيرورة تاريخية تجلت من خلال شعار (يا عمال العالم اتحدوا). أما الأمركة فهذه مرحلة آنية وزائلة. ولم تكن قباحة الأزمة الرأسمالية لتظهر لو لم يهزم المشروع الإمبريالي في حرب تموز وغزة والعراق، وتجلى صمود سورية والتحالف السوري الإيراني، وهذا ما أظهر بأن المركز يتأثر بحركة الأطراف.
أما في الشأن اللبناني فقال: يعيش لبنان أزمة بنيوية، أزمة بنية النظام كالمحاصصة العائلية والمذهبية، وأزمة بنية الكيان كوظيفة اختراق الشرق من المشروع الغربي، وهذه الأزمة تجلت بصورة واضحة منذ الحرب الأهلية عام 1967 وامتدت حتى الآن. كان على هذه الأزمة أن تنتهي بنشوء قوة اجتماعية سياسية تغير في بنية النظام ووظائف الكيان، لكن الأزمة تتكرر في لبنان نتيجة تداخلات خارجية، والعائلات التي تستنسخ أولادها سياسياً. إن المعارضة الحالية لم تستثمر استحقاق (الانتخابات) التاريخي، ولم تمتلك برنامجاً للحكم، ولم تنصف نفسها رغم أن الواقع والمنطق وحسابات العملية كانت في مصلحتها. ونتيجة الانتخابات – ميزان القوى – الأكثرية الشعبية – السلاح – المستقبل كان لصالح خط المعارضة، لكن الطربوش السياسي أتى لصالح رأس الموالاة، ونهاية الاستعصاء هو تشكيل حكومة، لكن ليس من الأكيد أن تشكيل الحكومة حسب الوضع اللبناني وتداخلاته سينهي الأزمة اللبنانية.
وعن المتغير التركي أكد أن ما حصل أفقد الغرب منصة رئيسية وهامة للتحكم بالمنطقة. وتحدث عن العدو الصهيوني فقال: إسرائيل المأزومة تخسر كل عناصر قوتها في لبنان وغزة وحتى قوتها الردعية، والآن تخسر الرأي العام العالمي في مؤسساته الكبرى التي أنشئت لخدمتها.
إن التوازن الآن في مصلحة القوى الوطنية وإمكانية التغيير انتقل من ضفة إلى ضفة، ولم يستطع الغرب الإمبريالي إجراء تغيير ما لبسط هيمنته.
هذا وقد دارت نقاشات هامة وطويلة لا تقل أهمية عن محاور المحاضرة، حول الوضع اللبناني والإقليمي والعالمي والعودة الجديدة للمنهج الماركسي.
• دائرة يحمور تحتفل بالذكرى الـ85 لميلاد الحزب
أقامت دائرة يحمور في محافظة طرطوس احتفالاً شعبياً بمناسبة الذكرى الـ85 لميلاد الحزب الشيوعي السوري في أحد مطاعم المحافظة..
وقد تقاطر عشرات الرفاق والأصدقاء من بلدة يحمور وثلاث عشرة قرية مجاورة من ريف طرطوس إلى مكان الاحتفال، والذي ساده جو من الحماسة والفرح، وقد زين المكان بالأعلام الوطنية والرايات الحمراء وشعارات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين وبرزت فيه دعوة رفاق قدماء لتكرمهم اللجنة..
أعلن عريف الحفل الرفيق طلال بدور بدء الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت احتراماً لشهداء الحزب والوطن، ثم عزف النشيد الوطني السوري، ثم قام عريف الحفل بالترحيب بالرفاق القدامى الذين قدموا إلى مكان الحفل في جو حماسي وعاطفي قل نظيره، وهم الرفاق: سليمان المصري، مرشد بدور، إبراهيم يوسف، علي المصري، علي عيسى (العياط). ولقد أبدى الرفاق القدامى شكرهم للمنظمة وللجنة الوطنية لدعوتهم لهذا الحفل وتكريمهم..
حضر الاحتفال الرفيق رئيف بدور عضو هيئة رئاسة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين، والرفيق محمد سلوم عضو مجلس اللجنة الوطنية.. وكان اللقاء بين الرفاق حاراً بعد سنوات من الانقطاع.
ألقى كلمة المنظمة الرفيق صلاح معنا عضو مجلس اللجنة الوطنية - عضو الدائرة، وبدأها بالترحيب بالرفاق القدامى والرفاق الأصدقاء الذي لبوا الدعوة للاحتفال، وحيا شهداء الحزب الذين سقطوا دفاعاً عن مبادئهم ووطنهم ومجّد ذكر الرفاق الرواد الأوائل الذين بنوا هذا الحزب بتضحياتهم وتفانيهم وتقديمهم جلّ سنوات عمرهم لتحقيق أهدافهم النبيلة.. وأكّد الرفيق معنّا بأن عهد الانقسام قد ولى، وأن عهد التوحيد والوحدة قد بدأ، مبيناً أن العوامل الداخلية والخارجية كلها مؤاتية لوحدة الشيوعيين السوريين وعودتهم إلى جماهيرهم العريضة. وأضاف أن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وضعت أمامها هدفين أساسين، الأول وحدة الشيوعيين السوريين وإنهاء حالة الفصائل والانقسام، والثاني عودة الحزب لممارسة دوره الوظيفي، أي عودته إلى الجماهير وإلى الشارع الذي أنشىء لأجلها، مؤكداً أن اللجنة الوطنية كانت السباقة في تحليها للأزمة الرأسمالية وانحسارها وصعود اليسار في العالم وعودة الماركسية بكامل وهجها قريباً، وموضحاً أن أزمة الرأسمالية هي عضوية وليست دورية كما يروج البعض. وفي الشأن الداخلي بيّن معنّا أن السياسة الاقتصادية للفريق الاقتصادي الفاشلة ستوصل البلد إلى الانهيار، وستؤدي إلى عودة للإقطاعية البائدة ولعل هذا ما يجعل البلاد بحاجة إلى حزب شيوعي قوي يقف سداً منيعاً في وجه قوى الفساد.
ثم بدأ الحفل الفني فعلت الأغاني والأناشيد الوطنية والشعبية، تخللها وصلة للمطرب الشعبي بسام الآغا وسط جو رفاقي رائع.
• ندوة «الكفرون» عن دور قاسيون في تعبئة الجماهير
بدعوة من لجنة محافظة طرطوس لوحدة الشيوعيين السوريين، وضمن احتفالات الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب، عقدت ندوة في الكفرون حول دور قاسيون في تعبئة الجماهير ضد المشاريع الليبرالية والإمبريالية، وإغناءً لمسيرتها ونقداً لأدائها في هذه المهمّة الوطنية.
وقد حضر الندوة أكثر من سبعين رفيق ورفيقة وأصدقاء من المهتمين بقاسيون، كما شارك في الندوة الرفاق أعضاء مجلس اللجنة الوطنية (أنور أبو حامضة – رئيف بدّور – عصام إسحق – الياس قطيره- إيمان دياب- صلاح معنّا – عصام منجة).. إضافة للشاعر سمير إسحق.
افتتح الندوة الرفيق عصام إسحق مرحّباً بالرفاق، ومهنّئاًً لهم بذكرى ميلاد الحزب، ثم شرح الرفيق أنور أبو حامضة أهمية الجبهة الإعلامية في العمل السياسي والوطني، ثم عاد الرفيق عصام ليحدد مسار الندوة والتي انقسمت إلى ثلاثة محاور:
1- الصعيد الداخلي: افتتاحية قاسيون وما لها من دور في شحن الجماهير ومواكبة الأحداث – ملفات الداخل والقضايا المطلبية (فساد – اقتصاد – نقابات – تعليم) – قضية وحدة الشيوعيين السوريين – الشأن السياسي – الشأن الثقافي.
2- الصعيد الإقليمي: اهتمام قاسيون بملفات: القضية الفلسطينية – الأزمة اللبنانية – العراق والاستقلال المزيّف.. (وقد قام أحد الرفاق باسم الجميع بتقديم بطاقة تهنئة للشعب العراقي والحركة الثورية العالمية بحرية الرفيق منتظر الزيدي) – أزمة اليمن – الانتخابات الإيرانية – مصر والليبرالية.
3- الصعيد الدولي: غطّت قاسيون عدّة ملفات أهمّها: تطورات الأزمة الرأسمالية، باكستان على أبواب التفتيت وحرب أفغانستان، عودة الأزمة الجورجية، تجديد العقوبات على كوبا، إلغاء مشروع الدرع الصاروخية الأميركية..
وقد داخل الرفاق والرفيقات والأصدقاء، حول تناول قاسيون للقضايا الداخلية من بطالة وتعليم وصحّة ونقد الأداء الحكومي وفتح ملفات الفساد، إضافة للمواضيع الثقافية، وحول شكل ومضمون الجريدة وآلية توزيعها ودورها في تكوين وعي ثوري لدى جيل الشباب...
وقد نوّه الرفاق بفقرة البلاغ الصادر عن المجلس الأعلى للجنة المتضمن قضية وحدة الشيوعيين السوريين، وبأن هناك نقلة نوعية باتجاه مشروع الوحدة..
هذا وقد تمّ تسجيل عدة ملاحظات واقتراحات يطلب أخذها بعين الاعتبار..
وفي النهاية ثمّن الرفاق عالياً استجابة هيئة التحرير وتجاوبها مع الكتّاب والمراسلين على الرغم من الضغط الكبير الذي تعانيه في هذا الشأن، مع استيعاب دور الجماهير في رفع سويّة تجربة قاسيون ودعم مشروعها الوطني.