ماذا تقول ياصاحبي؟!
■ لقد رأيتك مساء الخميس الماضي وأنت تشارك في المظاهرة التضامنية مع انتفاضة الشعب الفلسطيني في ذكرى صدور قرار التقسيم.. لقد حاولت أن أتحدث إليك لأقول إنها أعادتنا إلى ذكريات التظاهرات الوطنية الحاشدة التي كان يقودها الحزب.
■■ إنها الأيام المجيدة لرفاقنا القدامى.. للأسلاف الأبطال، والوفاء للأسلاف ـ كما قيل ـ لا يعني الاحتفاء برمادهم، بل بحمل الشعلة التي أوقدوها.
وقيل أيضاً: المهم هو استلهام الماضي والاستناد إلى الحاضر لوضع أسس الركيزة الثالثة المفترض أن تتعزز في المستقبل ليمتد إليها الجسر فيعبر الحزب والشعب والوطن. وهذا ما دفعني إلى أن أضع قرنفلة حمراء أمام اسم فؤاد الشمالي، وهو واحد من بناة الحزب ومؤسسيه الأوائل.
■ هلا حدثتني عن فؤاد الشمالي..
■■ فؤاد الشمالي تحدث عن نفسه في مقدمة كتابه «نقابات العمال» وسأنقل كلماته كما وردت:
«يسرني أن أعلن أنني عامل منذ نعومة أظفاري، انضممت إلى الحركة النقابية عام 1916، ومنذ ذلك الحين لم أتراجع خطوة واحدة إلى الوراء، بل إن شعاري دائماً هو : إلى الأمام أيها الرفاق. وقد لاقيت الشيء الكثير من القهر والظلم والاضطهاد وذقت طعم البؤس والشقاء أشكالاً وألواناً... واشتركت في اضرابات عديدة قام بها العمال في مصر وفي سورية وكثيراً ما تضورت جوعاً أو بت على الطوى بسبب الإضرابات والبطالة الإجبارية.. وسجنت في سجون، بل كهوف مظلمة رطبة لا يدخلها نور الشمس والهواء النقي، ونفيت إلى المنافي السحيقة الموحشة، بينما أفراد عائلتي يقاسون أهوال البؤس والضنك والفاقة من جراء اعتقالي وإبعادي وتشريدي.. ومع ذلك لم تهن عزيمتي، ولم أفقد شيئاً من ثباتي واندفاعي في سبيل تحقيق مبادئي التي تنحصر فيما يلي: تحطيم نير الرق والعبودية من عاتق الطبقة العاملة والمستعبدة واسترجاع حقوق العمال والفلاحين المسلوبة، وذلك بقوة تنظيم الطبقة العاملة في الأحزاب والنقابات والجمعيات تنظيماً صحيحاً مبنياً على أساس متين».
■ هذه الكلمات الواضحة الصادقة تجعلنا نقف بكل احترام واعتزاز أمام ذكرى هؤلاء البناة.. نستلهم نضالهم ونتابع بكل عزيمة حمل شعلتهم التي أوقدوها بدم قلبهم وخالص جهدهم وعظيم تضحياتهم... شعلة حزبنا المجيد.
■■ نعم حزبنا الذي يهيب بنا جميعاً في كل الفصائل وخارجها أن نعيد إليه هيبته وسمعته، حقيقته، كحاجة موضوعية تنتظر جهود وعمل ونضال جميع المخلصين وهم الأكثرية الساحقة.. ولسان حال كل منا كما جاء في مقدمة كتاب العمل السري في الحزب الشيوعي اللبناني للرفيق فضل الله صليبا الذي يقول في إهداء الكتاب:
إلى الحزب الذي أعطاني أكثر مما أعطيته.. إلى مناضليه الذين صنعوا أحداثه وكوّنوا تاريخه... إلى المؤسسين والذين ناضلوا قبلنا... إلى مناضلي جيلنا والذين أتوا بعدنا.. ومازالوا يناضلون.. إلى الذين سيحملون رايته في المستقبل... مع الأمل أن نتساعد على تجاوز المصاعب التي نواجهها.. وفي العمل لأن يبقى حزبنا.. حزب الضرورة الوطنية.. حزب الضرورة الطبقية والاجتماعية، حزب العدالة الاجتماعية والمستقبل الوضاء..
فماذا تقول يا صاحبي؟!!
■ محمد علي طه
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.