■ وجهات نظر ■ السؤال المطروح: هل ما زلنا شيوعيين حقاً؟!!
ألا نزال ذلك الحزب الذي ارتبط اسمه بكل التضحيات الوطنية والطبقية منذ تأسيسه وحتى اليوم. وألا نزال نعرف باسمنا المميز الذي أطلقته الجماهير على حزبنا، حزب الخبز والجلاء، إذا كنا لانزال ذلك الحزب الشيوعي السوري الذي عرف في أحلك مراحله بنضاله ضد الأنظمة الاستعمارية والدكتاتورية والذي كانت ومازالت بصماته شواهد تؤكد انتماءه الطبقي والوطني والتصاق أعضائه بالأرض والمعمل والبناء والتحرير، وقدم العديد من الشهداء على مذابح الحرية،
إذا كنا كل هذا التاريخ المجيد وإذا كنا لانزال ذلك الحزب الجماهيري الذي حمل ولاء الجماهير الكادحة بقوة دفاعاً عن مصالحها، رافعاً بذلك راية الصراع الطبقي و الذي لم يدع مناسبة تمر إلا ووقف إلى جانبها مدافعاً عن حقوقها في كل العهود التي مر بها منذ عهد الشيشكلي والثامن من آذار، فالحركة التصحيحية التي قادها الرئيس حافظ الأسد عام 1970. فلماذا تدير الجماهير لنا ظهرها؟
منذ عهد أديب الشيشكلي وحتى الثامن من آذار تعرض حزبنا لأشد أنواع الملاحقة والاضطهاد ومع ذلك بقي حزبنا يرفع راية النضال الوطني المبدئي من أجل الاستقلال السياسي والاقتصادي وما أكثر ما احتفلنا بعيد العمال في البساتين آنذاك، وفي العهد الديمقراطي الذي استمر من عام 1954 حتى عام 1958 ظل حزبنا يرفع راية النضال الوطني، وفي عهد الوحدة مع مصر عام 1958 عاد حزبنا وتعرض لأشد وأسوأ أنواع الملاحقة والاضطهاد والتعذيب والتصفية الجسدية، وما استشهاد الرفيقين فرج الله الحلو وسعيد الدروبي إلا شاهد على مدى وحشية النظام في ذلك العهد، ورغم ذلك بقي حزبنا يرفع راية النضال الوطني وراية الماركسية اللينينية ومبدأ المركزية الديمقراطية، وفي عهد الانفصال استمر حزبنا يرفع راية الصراع الطبقي، وظل هذا حاله بعد الثامن من آذار على الرغم مما أصابه من ملاحقة واعتقال وفي ذلك العهد استشهد الرفيق عبدالقادر الإخوان، ثم جاءت الحركة التصحيحية وتكونت الجبهة الوطنية التقدمية وكنا نحن جزءاً منها، وهنا أسئلة كثيرة تطرح نفسها ولابد من الإجابة عليها.
فأين نحن من هذه الجبهة وأين موقعنا منها، وما هو دورنا فيها، وهل لنا وجه مستقل، وما هو رأي الجماهير اليوم بنا وهي ترى وتسمع عن الخلافات والانقسامات نتيجة للصراع على المناصب الحزبية. إن الجماهير قد غيرت رأيها فيها ولم تعد تتمسك بحزبها الذي كانت تأمل منه أن يقود نضالها لاسترجاع حقوقها وإرغام المستغلين على التسليم بهذه الحقوق ولما لمسته وأحست به من خلافات عميقة أسهمت في كثير من الأحيان في الانقسام والتشرذم في صفوف الحزب، ذلك الانقسام الذي يعود سببه ربما إلى حالة التلقي التي سادت حزبنا الشيوعي السوري لفترات طويلة شكلت أرضية لتكلس عقولنا وقادتنا إلى الجمود العقائدي عبر تقديس للنصوص وخضوع ميكانيكي لمجمل النصوص وخضوع ميكانيكي لمجمل مواقف الحزب الشيوعي السوفييتي آنذاك، إن الاستخدام المشوه لمبدأ المركزية الديمقراطية ارتبط بمفهوم المركزية المطلق، ومصادرة الديمقراطية وعبر هذه المصادرة خضعت قواعد الحزب خضوعاً ميكانيكياً لإرادة الهيئات الأعلى سياسياً وفكرياً وحتى تنظيمياً، الأمر الذي أدى إلى ما نراه اليوم من انقسام وتشرذم في صفوف حزبنا. فبالنسبة لمبدأ المركزية الديمقراطية فإننا نتمسك به ولانقبل فصل المركزية عن الديمقراطية، ذلك لأن المفهوم متكامل أولآً، وثانياً لأنه يعني الانضباط والالتزام بكل قرارات الهيئات الحزبية.
لقد نص النظام الداخلي للحزب في المادة الرابعة، أن على عضو الحزب أن يناضل بثبات وإخلاص من أجل تنفيذ سياسة الحزب وقراراته ومن اجل تحقيق أهدافه القريبة والبعيدة المنصوص عليها في وثائقه، وأن يساهم بجميع الوسائل بتوطيد وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية وصيانتها على أساس الماركسية اللينينية والمبادئ اللينينية في التنظيم باعتبارهاالشرط الرئيسي لقوة الحزب وأن نقف في وجه كل محاولة تكتلية أو انقسامية. فهل تنفيذ سياسة الحزب وقراراته وتحقيق أهدافه القريبة والبعيدة وتوطيد وحدة الحزب الفكرية والسياسية والتنظيمية وصيانتها على أساس الماركسية اللينينية في التنظيم، هل كل ذلك يتطلب من القيادة أن تعمل على فصل كل من يخالفها الرأي ولايخضع خضوعاً ميكانيكياً لقراراتها،وهل شرط قوة الحزب يكمن في إرهاب القيادة لقواعد الحزب ومحاولة منعها من إبداء أي رأي حول ما يجري داخل الحزب وتهديدها لكل من لا يقدم لها الولاء؟ علامات استفهام كثيرة تطرح نفسها وأسئلة كثيرة لن ترد القيادة عليها، أتولى الرد عليها، لقد فقدت القيادة اتزانها بعد عزلتها وهزيمتها تنظيمياً فأوغلت في إلغاء عدد كبير من نتائج المؤتمرات الانتخابية وتعيين منطقيات موالية لها وأضعفت قدرة الحزب على أداء دوره في القضية الوطنية، ولم تكتفِ بذلك فقد دعا عدد من بعض رموزها الرفاق الذين يتصدون لانحرافها عن شعار الدفاع عن الوطن والدفاع عن لقمة الشعب إلى الخروج من صفوف الحزب وتشكيل حزبهم الخاص بهم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تكريس القيادة للانقسام داخل الحزب وشق صفوفه، لذلك لم تقبل ولن تقبل أبداً بالدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي، وأتوجه لهذه القيادة بالقول إن الدعوة لعقد مؤتمر مؤتمر استثنائي لا ترمي لاستبدالها بقيادة أخرى بل تهدف إلى معالحجة الوضع الناشئ ومعالجة الأزمة وبحث جذورها وأسبابها وإلى وقف مسلسل التصفية والتنكيل الذي يطال اليوم أوسع صفوف الكادر الحزبي وإلى معاودة السير نحو وحدة جميع الشيوعيين السوريين دون إبطاء وبعيداً عن عقلية الولاء والتصفية والمتاجرة بمصالح العمال والفلاحين.
إننا نقول لتلك الرموز في القيادة التي تدعونا للخروج من صفوف الحزب وتشكيل حزب خاص بنا والتي تنتمي إلى مدرسة قديمة عملت دائماً ومازالت تعمل على تكريس الانقسام في صفوف الحزب، لقد فاتها أن الشيوعيين الذين أمضوا حياتهم في حزبهم رفعوا شعارهم «لا انقسام ولا استسلام» لأنهم ليسوا أجراء عند القيادة تستغني عن خدماتهم متى تشاء ولاهم عبيد تطردهم إلى مالك آخر، فهم متمسكون بحزبهم محافظون عليه محافظتهم على أرواحهم، وعلى القيادة أن تتحاور معهم بدل أن تخلق منهم عدواً وهمياً لها إذا أرادت الوصول بالحزب إلى الوحدة وإلى القيام بدوره الطليعي والرائد في حياة الجماهير.
■ حمص ـ أمين شما
■ وجهات نظر ■
علة انقسام الجماهير هي المتسلطون عليها!!
لقد فتحت «قاسيون» أبواب الحوار بهدف الوصول إلى مكاشفة صريحة تتحرر فيها الجماهير من (غول) التسلط وقد خصت وبكل مجهودها المكثف الدعوة للحفاظ على شرف الميثاق الذي يعتبر عهداً من شيوعيين عقائديين غير متزمتين ـ للسعي لوحدة الشيوعيين السوريين فتشكلت لهذا الغرض لجان المتابعة - كما في منطقة عفرين وسواها- ومع شكرنا لقاسيون فإننا نرى أنها شخصت العلة وشرعت تصف العلاج.
وعلة انقسام الجماهير هي خوف المتسلطين عليها منها. فهم يرغبون تسخيرها لمصالحهم الشخصية أو إرضاخها لتوجهاتهم السياسية. وقد أشهرت ذلك للملأ على صفحاتها الناصعة والجريئة كمنبر حر وأعطت الوصفات النافعة والمريحة تتمثل في صفاء الرؤية واعتماد الديمقراطية في تشكيلات التنظيمات الحزبية. وهذا جهد مشكور منها ومن المساهمين فيها.
و«قاسيون» تكاشف الآخرين بتذمرها من انقسام الشيوعيين السوريين وكأنها مرتبكة في تبيان واقع الحزب الشيوعي السوري ـ ونحن وعلى ما نشاهده في واقع الأحزاب ـ نحاول أن نخفف من آلامها ـ بأن التنافس التناحري داخل كل حزب ـ بين مجموعات فيه ـ تتشيع لرأي قائد مجموعة ـ يتضارب مع رأي قائد مجموعة أخرى وإن هذا الواقع لم ينفرد به الحزب الشيوعي السوري بل هو ظاهرة تبدو جلية واضحة في مجمل الأحزاب والتشكيلات العقائدية حتى لو نظرنا بمنظار التاريخ إلى العقائد الدينية لوجدنا مفاعيل تلك الظاهرة مترسخة فيها ـ فجماعة موسى كليم الله قد تشكلت منهم الأسباط السبعة ـ ثم تشكلت بعد ذلك التنظيمات السياسية لشعب (الله المختار) وفق تخيلهم وقامت على أنقاضها /الصهيونية العالمية/ عدوة الإنسانية ـ وقاهرة العدالة الاجتماعية ـ وقد التقت أسباطها وانصهرت في بوتقة المطامع الصهيونية في إخضاع البشرية لأحلامها العنصرية باستغلال شعوب العالم وخيرات المعمورة. فوحدة الأسباط على ما يخالف الدين والأخلاق والقانون الدولي العام ـ والخاص ـ يشكل خطراً على دينهم ومجتمعهم.
كذلك لو التفتنا إلى حواري السيد المسيح وأتباعهم لوجدنا أن انقسام المسيحيين ما بين كاثوليك ـ وبروتستانت ـ وأرثوذكس ـ مع اختلاف بيّن واضح ما بين النهج المسيحي التنافسي نحو الأفضل ما بين كنائسه وأبعد هذا النهج ـ استغلال الأباطرة لقدسية الدين لدى العامة وبيع صكوك الغفران ـ إذ ولدت هذه الحالة ثورة /المحتجين/ البروتستانت ـ وقامت الكنيسة الكالفاتية ـ في بريطانيا ـ بنسف تلك التصرفات القائمة بتعاون رجال الدين مع رجال السلطة في أوروبا ـ وكان التنافس بعدها لأجل خير الإنسانية وكانت زيارات الممثل الرسولي ـ البابا بولص ـ ومنهج دولة الفاتيكان ـ بالدعوة الصريحة للعمل من قبل أصحاب السلطة في بلاد العالم ـ إلى خير البشرية ـ وإنقاذ العالم ـ إلى خير البشرية ـ وإنقاذ العالم من شر الصهيونية وأطماعها.. وقد توحدت آراء الكنائس وعلى نهج ديني وأخلاقي وقانوني يخدم الإنسانية ويجنب العالم الشر.
كما أن المحمديين الذين صهرت قبائليتهم الدعوة الإسلامية ـ وحققوا / نظام المؤاخاة/ أعلى درجات الاشتراكية ـ فقد اقتضت ظروف الدعوة الإسلامية وحوارها مع الأديان الأخرى لأن تفرز مذاهب عديدة (الحنفي والشافعي والحنبلي والمالكي) ثم الشيعي والسني و...
وقد تحاورت هذه المذاهب ـ وحصل بين بعضها وبعضها تنافس شديد كان تناحرياً في وقت ثم تآخت هذه المذاهب وسارت كل الفصائل الإسلامية نحو هدف واحد وهو خدمة العدل الاجتماعي ومحاربة الكفر والفقر والشر والعدوان ـ وتتزاحم كتائبها على ساحة النضال في فلسطين ـ لردع المعتدين ـ الصهاينة و,أعوانهم.. تعيد إلى ذاكرة الشعوب بأنه لم تطغ حين تملكت السيطرة على العالم في زمن الفتح الإسلامي بل خفقت راياتها في أجواء الصين والأندلس داعية للخير والحق والجمال ـ من خلال كفاحها لمحاربة الكفر والجهل والعبودية..
وعود على بدء.. فإن دعوة «قاسيون» لوحدة الشيوعيين السوريين هي دعوة مشكورة ناطقة بما في قلوب الوطنيين الأحرار الذين يشعرون بواجب الوفاء للفكر الشيوعي وللإنسان الشيوعي وللحركة الشيوعية لما قامت به المنظومة الاشتراكية خلال تعرض بلادنا لهجمات صهيونية استعمارية فوقفت في حرب (السويس) عام 1956 إلى جانب قضايانا المصيرية وأقامت مع مصر بقيادة المرحوم الرئيس عبد الناصر معاهدات كان لها الأثر الكبير في صنع النصر واندحار المعتدين كذلك وفي حرب حزيران 1967 عاونت قدر المستطاع وثأرت معنا في حرب الاستنزاف ـ حرب التحرير ـ في عام 1973 حرب تشرين التحريرية.
لذلك فنحن وإن كنا نعاني نفس ما يعانيه الحزب الشيوعي في حزبنا الحزب السوري القومي الاجتماعي إلا أن الجهود المخلصة في كل تنظيم يتعرض مساره لمصاعب لابد وأن تحقق خيراً له وللآخرين.
ونعود ونؤكد شكرنا وتقديرنا لقاسيون ـ وللبحث صلة ـ وشكرا.ً
■ السويداء ـ المحامي ذوقان أبو فخر