حجر الزاوية

جمعية لمحاربة الفساد وفضح رموزه وثقافته قد يكون أفضل نضال للشيوعيين السوريين (اللجنة الوطنية) وحلفائهم من القوى الحية والشريفة، على شرط أن يكون أعضاء هذه الجمعية غير متورطين بقضايا فساد من قريب أو بعيد، ويحظون باحترام الشعب السوري، لكي يحترمنا هذا الشعب لو لمرة واحدة.

إن محاربة الفساد وإعادة الأموال المسروقة وحشد كل طاقات الشعب ضد هذا العدو الذي يتنفس هواءنا ويأكل طعامنا ويحيا بدم وروح هذا الشعب،  يمثل أرقى التزام أخلاقي ووطني. مثله مثل الدفاع عن الوطن ضد أية قوة غازية.

مليارات الليرات المسروقة من سورية تعني آلاف الفقراء والمهمشين والعاطلين عن العمل. تعني آلاف الأطفال خارج المدارس، تعني سوق للدعارة والمخدرات، تعني الجهل والتخلف والعنف والتطرف  والأمية، فهل هنالك جريمة توازي هذه الجريمة.

كانت القوى الاستعمارية قديماً تبعث جيوشها للشعوب الفقيرة لكي تنهب ثرواتها كما فعلت بريطانيا في الهند والعراق ومصر، أصبحت الثروات تذهب إلى بنوك هذه الدول دون جيوش أو حروب وأصبحت شعوب هذه الدول تعيش في بحبوحة اقتصادية بفضل استثمارات هذه الأموال المسروقة بأيدي حفنة من المفسدين المدعومين سياسياً الذين يتشدقون بالوطنية. متحالفين بطبيعة الحال مع الذين جروا عربة غورو والذين لامانع لديهم أن يجروا هذه العربة مرات عدة. إن النضال ضد هؤلاء الخونة هو حجر الزاوية في أي نضال وطني، لأن الضرر الذي أحدثوه أكبر من الضرر الذي يحدثه أي جيش محتل أو أية قوة غازية.

الوطن في خطر ومكمن هذا الخطر عدو أصبح على الأبواب، وحلفاؤه الطبيعيون الموجودون في الداخل، هم نقطة الارتكاز الأساسية لأي مشروع استعماري، لذلك لاحياد بعد الآن لأي إنسان وطني، لأن من لايعرف فهو أحمق أما من يعرف ويسكت فهو مجرم.

بدأ النضال الصعب للشيوعيين والشرفاء بعد فترة كمون من أجل القضية الوطنية ببعدها الطبقي والأخلاقي والإنساني، أي محاربة الفساد وفضح رموزه الكبرى بالأسماء وجميع أوراقه وثقافته المستشرية في جسد وروح الشعب المنهكة، فلا أنبل ولاأشرف من هكذا نضال.

 

■ معن الشرع ـ بيروت