بيان من الشيوعيين السوريين الوطن في خطر... ها هم قد أقبلوا ... فلا مساومة

يا أبناء الشعب السوري البطل، هبوا إلى المواجهة ها هم قد أقبلوا... فلا مساومة.. المجد للمقاومة.

■ قبل تقرير «ميلس» وبعده لم نشك يوماً بالنوايا الأمريكية- الصهيونية العدوانية إزاء بلدنا سورية، فمنذ قانون محاسبة سورية، إلى القرار العدواني 1559، إلى القرار 1595 القاضي بتشكيل لجنة التحقيق الدولية، إلى المطالب الأمريكية بإبعاد سورية عن القضية الفلسطينية والاعتراف بالاحتلال الأمريكي للعراق، يتضح أكثر من أي وقت مضى أن الهدف الأكبر للتحالف الإمبريالي الأمريكي- الصهيوني هو الإجهاز على سورية واستهدافها شعباً ودولةً ووطناًً بكل مكوناتها، بعد أن رأينا بأم العين ما يحدث في العراق من تدمير وتفتيت للأرض والتراث والحضارة والمجتمع بأسره.

■ ها هي التصريحات الأمريكية - بعد تقرير ميلس - ضد سورية، ومحاولات استغلال ما ورد فيه، والذي سبق أن نبهنا من خطورة الموقف الانتظاري في ظل الحرب النفسية والسياسية والإعلامية التي شنتها أجهزة الإعلام الإمبريالية - الصهيونية ضد سورية بالتوازي مع مرحلة التحقيق وإعداد التقرير، كلها تؤكد أن التحالف الأمريكي- الصهيوني عازم على استغلال جريمة اغتيال الحريري إلى أقصى مدى لضرب سورية التاريخ والجغرافية وتفتيت بنية الدولة والمجتمع، للخروج من الأزمة الأمريكية الاقتصادية المستعصية، وتجاوز المأزق الذي دخلت فيه الآلة الأمريكية في بلاد الرافدين، وكذلك بهدف مساعدة الكيان الصهيوني في تهديد الأرض الفلسطينية وضرب المقاومة وإخماد الانتفاضة .

■ إن مواجهة خطر العدوان الذي يطرق الأبواب والذي لم نشهد مثيلاً له من قبل، تتطلب من الدولة اتخاذ إجراءات سريعة تجاه الشعب السوري والاستجابة لمطالبه بتحقيق الإصلاح الشامل بشقيه السياسي- الديمقراطي، والاجتماعي- الاقتصادي.. وهذا يتطلب تنفيذاً واضحاً ودون إبطاء للوعود التي طال انتظارها وخاصة إصدار قانون الأحزاب، وتعديل قانون الانتخابات، وحل مشكلة الإحصاء الاستثنائي في الجزيرة لعام 1962، وتفعيل الحركة الجماهيرية باتجاه مكافحة الفساد وخاصة الكبير منه الذي يشكل بوابة العبور للعدوان الخارجي المرتقب، كما يتطلب تحقيق مطالب الجماهير المتعلقة بمستوى معيشتها وكرامتها، لان تجاهل هذه المطالب الملحة وتأخيرها سيؤدي موضوعياً إلى إضعاف الوحدة الوطنية وفتح الطريق أمام الغزاة الجدد للوصول إلى تحقيق أهدافهم المجرمة.

■ نقولها مجدداً: لا استقواء إلا بالداخل، ولا رهان إلا على الشعب السوري بكل ما يملك من تاريخ مليء بالمآثر والتضحيات ضد الاستعمار بقديمه وحديثه وعلى قواه الفاعلة بدءاً من عماله وفلاحيه ومثقفيه الوطنيين الحقيقيين وانتهاء بضباطه وجنوده البواسل، فكل هؤلاء هم خيار المقاومة الشاملة وعماد الوحدة الوطنية ونسيجها الحي، وليس أولئك الذين يقسمون الشعب إلى طوائف وأعراق ومذاهب وعشائر ويتجاهلون شعار «الدين لله والوطن للجميع» ولا يذكرون في «إعلاناتهم» ولا كلمة ضد أمريكا والكيان الصهيوني.

■ ومن أجل قطع الطريق على مستغلي شعارات الديمقراطية المحمولة جواً وعبر «الانترنيت» نقول: إن المحتوى الأول للديمقراطية هو مدى ارتباطها العضوي بالمسألة الوطنية والقضية الاجتماعية- الاقتصادية، أي تأمين لقمة الشعب وكلمته وحريته وكرامته، عبر مواجهة قوى السوق الكبرى المحلية والعالمية وكسر هجمتها على قوت الشعب وثروة البلاد، وعبر وحدة وطنية صوانية قادرة على حزم أمرها والتزام خيار المقاومة الشاملة دفاعاً عن كرامة الوطن والمواطن.

  دمشق 25/10/2005

■ اللجنة الوطنية لوحدة

 

  الشيوعيين السوريين