متن الساحل.. معاناة على معاناة

يتناقل المواطنون منذ فترة خبرا غير مؤكد حتى الآن، مفاده أن الجهات المعنية تنوي إقامة مكب نفايات كبير لمحافظة طرطوس في المنطقة الواقعة بين قريتي «متن الساحل» و«حصين البحر» (مقالع معمل الاسمنت)، والمعلوم أن هذه المنطقة هي منطقة هامة زراعيا وسياحيا وذات كثافة بشرية عالية.

المستغرب في الأمر أنه حين سئل بعض المسؤولين في بلدية متن الساحل قالوا أولا: إنه لا معلومات لديهم عن الموضوع، إلا أن المواطنين علموا بذلك، والبعض شاهد لجنة فنية عاينت الموقع المفترض للمكب، ولم تتقدم بعد ذلك أية جهة بتوضيح حول ماهية ما يجري، ويبدو أن ثمة ما يحاك سرا بعيدا عن الأعين.

 والظاهر أن وراء الأكمة ما وراءها، لأن بعض الخبثاء يؤكدون تورط بعض المسؤولين في المنطقة والمحافظة بهذا التدبير.

 وكأنما لايكفي أهالي المنطقة معاناتهم الكبيرة والمستمرة من معمل الاسمنت وآثاره المضرة بالبيئة وبصحة الناس والمحاصيل الزراعية، إضافة إلى تصدع المنازل بفعل التفجيرات غير المدروسة، ولا يكفيهم ما فقدوه من أراضيهم لصالح معمل الاسمنت والأتوستراد وسكة القطار وخط الغاز وخط النفط قديما، وحرمانهم من معبر أساسي للقرية ناهيك عن مظاهر التجاوزات والضغوطات التي يمارسها بعض المسؤولين والمتنفذين على بلدية متن الساحل والمواطنين, كممارسات إدارة مجمع الرمال الذهبية على سبيل المثال، التي تضغط وتقوم بترهيب للناس حتى وصل الأمر إلى حرمان بعض أصحاب العقارات من الوصول إلى أراضيهم وممتلكاتهم، وتحويلهم إلى مسجونين لدى هذه الإدارة التي لا تحسب حسابا لأحد على ما يبدو.

وهكذا في الوقت الذي يطلب فيه الموطنون حلولا لمشاكلهم، يأتي الرد بإضافة بؤرة تلوث خطيرة (جديدة) تضاف لمعاناتهم، حاملة رسالة من المسؤولين مفادها: أيها المواطنون آخر ما يهمنا مصالحكم ومعاناتكم.

أخيرا نضع قضية مكب النفايات المزعوم برسم محافظة طرطوس والمسؤولين في المنطقة وبلدية متن الساحل، ونطالبهم بأن يتحملوا المسؤولية، وأن يكونوا واضحين وشفافين مع أهالي المنطقة، ويتجاوبوا مع مطالبهم ومخاوفهم، ويكونوا أكثر حزما في مواجهة المتنفذين، وأكثر حرصا على مصالح المواطنين الذين ينتظرون جوابا ينفي ما يتردد عن إنشاء مكب النفايات المدمر هذا.