نصر مرحلي عمالي بجنوب أفريقيا وفوضى معيشية بموزامبيق

تدرس نقابات العاملين في جنوب أفريقيا العرض الجديد الذي قدمته الحكومة بشأن زيادة الأجور بهدف إنهاء الإضراب العمالي المستمر منذ أكثر من أسبوعين. وتعرض الحكومة حالياً زيادة الأجور بنسبة 7.5% وبدل سكن قدره 800 راند (108 دولارات) شهرياً وهو ما يقترب كثيراً من مطالب العمال الذين يطالبون بزيادة الأجور بنسبة 8.6% وبدل سكن قدره 1000 راند في وقت تقول فيه الحكومة إن الميزانية الوطنية لا تسمح بزيادة أكبر من الذي عرض على النقابات «نظراً للأولويات الأخرى في قطاع الوظيفة»..

وتمثل النقابات العمالية ما يصل إلى 1.3 مليون مدرس وممرض وموظف محكمة ومسؤول بالهجرة وغيرهم من موظفي الحكومة. ودعت النقابات أعضاءها للتصويت على العرض الحكومي، في الوقت نفسه قال بعض العمال إنهم سينتظرون الحصول على عرض أفضل بعد أن خسروا أجرهم لمدة أسبوعين خلال فترة الإضراب.

وكان رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما قد دعا حكومته إلى التفاوض مع نقابات عمال القطاع العام، في مسعى لإنهاء الإضراب المستمر والذي أصاب المستشفيات بالشلل، وأدى إلى إغلاق مئات المدارس.

وجاءت أوامر زوما قبل إضراب تضامني هدد عمال المناجم والعاملون في مجال التصنيع بتنظيمه الخميس، غداة إغلاق تحرير هذا العدد والذي يمكن أن يوقف العجلة الاقتصادية في البلاد حيث قال الناطق باسم النقابة الوطنية لعمال المناجم ليسيبا شيشوكا «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فسنضرب كما هو مقرر»، مضيفاً أن «مطالبهم تعنينا ونحن ندعم تحركهم»..

وبينما قرر عمال صناعة إطارات السيارات الانضمام إلى الحركة الاحتجاجية للمطالبة بأجور أفضل، رأى الموظفون المضربون في جنوب أفريقيا في العرض الجديد الذي تقدمت به الحكومة، «خطوة في الاتجاه الصحيح» لكنهم قرروا مواصلة إضرابهم للمطالبة بزيادة الأجور.

وبسبب نقص العاملين، نشر قرابة أربعة آلاف عسكري في 58 مستشفى عاماً كبيراً لتقديم الحد الأدنى من الخدمات بينما أغلقت مدارس عدة أبوابها.

ويعاني واحد من كل ثلاثة بالغين من البطالة حسب منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في أوربا، في بلد يعيش 43 بالمئة من سكانه بأقل من دولارين يومياً. وهي تخشى أن يتكرر إضراب 2007 الذي كان الأطول منذ سقوط نظام الفصل العنصري في 1994.

وفي موزامبيق المجاورة التي يرتبط اقتصادها بشكل وثيق باقتصاد جنوب أفريقيا قتل أربعة أشخاص بالرصاص المطاطي الذي استخدمته الشرطة وأصيب  27 بينهم شرطيان واعتقل 142في حصيلة مؤقتة خلال تظاهرات احتجاجاً على غلاء المعيشة في العاصمة مابوتو بعدما شهدت الأسعار ارتفاعاً كبيراً في الأشهر الأخيرة إثر انخفاض قيمة العملة المحلية (ميتيكال) قياسا بعملة جنوب أفريقيا (راند)..

واندلعت أعمال العنف عندما نزل آلاف الأشخاص إلى شوارع الأحياء الفقيرة في العاصمة احتجاجاً على الارتفاع المفاجئ لأسعار النفط والقمح والخبز والمياه والكهرباء، في وقت يعيش فيه 65% من سكان موزمبيق العشرين مليوناً تحت عتبة الفقر.

آخر تعديل على الإثنين, 25 تموز/يوليو 2016 14:20