دعوة خاصة للفريق الاقتصادي!
إذا أراد «السادة» في الفريق الاقتصادي الحكومي أن يبهجوا أعينهم ويسعدوا قلوبهم برؤية بعض ملامح نجاح برامجهم وقراراتهم وخططهم الليبرالية، والانعكاسات الرائعة لرعايتهم الأبوية للمواطنين، فما عليهم جميعاً، بمن في ذلك كبيرهم النائب الاقتصادي، إلا أن يتحمسوا ويتجرؤوا ويقوموا بجولة صغيرة في أحياء العاصمة وأطرافها على مراكز توزيع الاستمارات والشيكات لمستحقي الدعم، ليشاهدوا بأم العين الإقبال الشعبي الواسع على عطاياهم السخية
هناك سيستمتعون بمشاهدة المواطنين السوريين المصطفين طوابير طويلة، طويلة جداً، للحصول على حصتهم من الكرم الحكومي والسعادة تغمر نفوسهم، سيشعرون بأن كل طفل وامرأة وعجوز يدعون لهم بطول البقاء والاستمرار فيما بدؤوا فيه وقطعوا شوطاً واسعاً... سيسمعون بـ«صراصير» آذانهم كلمات المديح والشكر الطنانة واللاهبة لكل اسم منهم على حدة وإقرانه بمختلف الصفات المستعارة من الموروث الشفهي الشعبي الغني، سيتلمسون الرضى الهائل عن حلولهم الاقتصادية – الاجتماعية لحماية الفقراء من الذل والمهانة والألم والبرد من خلال نظرات الحب التي ستصدمهم أنى اتجهوا.. سيُفاجؤون بحجم الأمل، لا الألم، والنعمة، لا النقمة، على قسمات الوجوه الإنسانية المفعمة برغبة رد الجميل جميلين، والكيل كيلين، للحكومة وفريقها الاقتصادي ولو بعد حين.. سيطربون للعبارات اللطيفة التي يطلقها المصطفون الواقفون ساعات طويلة في الزمهرير وتحت المطر الجميل.. وقد يرقصون فرحاً على وقع إيعازات منظمي الدور الداعية بلطف معهود إلى الإفراط في المحافظة على النظام من دون «نعر» أو لكز أو هراوات لنتحدى السويسريين والسويديين والإنكليز في مدى الانضباط.. ولاشك أنهم في النهاية، إذا استطاعوا العودة سالمين من جلطات وخبطات وصيحات الحماس، وتمكنوا من الإفلات من سحر هذه المشاهد الآسرة، سيعودون وكلهم اندفاع للمضي قدماً نحو مزيد من ابتكار الحلول الناجعة التي تزيد المواطن السوري اعتزازاً بكونه سورياً..
أيها الفريق الاقتصادي، فرداً فرداً، ووزيراً وزيراً، لماذا لا تقومون بهذه الجولة؟! فالناس بانتظار رؤيتكم على أحر من الجمر!