هيام العباس - دمشق هيام العباس - دمشق

حول مشروع الموضوعات البرنامجية

يقول الشاعر الفرنسي (فرنسيس كومب) في مجموعته الشعرية (قضية مشاعة): عندما فتحت الأبواب/ وفتحت النوافذ/ انهار المنزل/ فلمن نوجه الاتهام؟/ للمهندس؟ أم لمواد البناء؟ أم للعمال الذين شيدوه؟ أم إلى من فتح النوافذ؟.

إن المسؤولية عن انهيار المنزل موزعة على جميع المذكورين، ولكن المسؤولية المباشرة تقع على عاتق الذي فتح النوافذ، أي الذي أدخل الهواء الطلق إلى داخل البناء، أو بمعنى آخر، إن هواء الحرية هو الذي يدمر عادة البيوت التي تحصن سلفاً ضد الهواء الطلق للحرية. 

وقد لخص هذا الشاعر بلغة الشعر الجميل موقفه من الدراما الكبرى للحلم الاشتراكي  دون أن يلغي هذا الحلم العظيم للبشر، وإن عجزوا عن تحقيقه كاملاً، فالسير نحوه هو المجد الحقيقي للإنسان الطامح أبداً إلى مستقبل أفضل:

هل ينتظر كل من يحمل اسم شيوعي أن يتم القضاء على كل مكاسب الناس الذين بنوا واجتهدوا وعانوا وعاشوا الحرمان وهم محكومون بالأمل إلى الوصول إلى ثمار ما زرعوه، وإذ بهم يحصدون الخيبة بالوصول إلى الليبرالية الجديدة التي أعطت:

1 - القضاء على معظم الملكية العامة.

2 - البطالة.

3 - لا ضمان صحياً.

4 - الجامعات لأبناء الأغنياء.

5 - لا سكن شعبياً.

6 - الفساد بمختلف أشكاله وألوانه.

7 - التفاوت الطبقي الواضح.

كل هذا ألا يستحق من الشيوعيين السير نحو الوحدة ومتابعة الطريق من ضحوا وعذبوا وسجنوا، متناسين المصالح الخاصة، ومتجاوزين كل الخلافات عن طريق الحوار، ومتابعة النضال في حزب واحد، يستطيع أن يجمع حوله كل الشرفاء؟.

فالعدالة الاجتماعية هي مطمح كل الجماهير التي تنظر إلى فئة قليلة العدد بأنها هي سبب معاناتها وحرمانها من خيرات الوطن الغالي التي تحققت بجهود هذه الجماهير وكدها وعرقها.

مرت سنوات على تفكيك الاتحاد السوفيتي، وهو حدث غيّر النظام العالمي على نحو خطير، فالاتحاد السوفيتي رغم كل أخطاء قياداته ونهبهم، كان مصدراً للأمل والدعم للعديد من الدول والشعوب، وهو الذي كان يشكل عنصر التوازن في النظام العالمي.

وإذا نظرنا إلى الحرب الكونية الإرهابية التي تشنها الإمبريالية الأمريكية، التي تسمى تحريراً وحرية، وهي تعني حقيقة تدمير العراق وفلسطين، وكل الشعوب التي تكافح من أجل التحرر الوطني، إنها حرب تشن للدفاع عن حرية الإمبريالية الأمريكية في امتلاك الموارد السياسية والطبيعية والتحكم بها، وهي التي تعد ضرورية لبرنامجها الكوني الهادف إلى قيام «أمريكانا» العظمى تحت السيطرة الأمريكية. هذا هو ما يعنيه نشر الديمقراطية الأمريكية في أنحاء العالم، من أجل قيام رأسمالية السوق الحرة.

غير أن هذا البرنامج القائم على الإبادة الجماعية يصطدم ويتضارب مع تطلعاتنا وتصميمنا على أن نكون أسياداً وأحراراً من الهيمنة الإمبريالية.

وبغض النظر عن الجرائم الأمريكية القاسية وعديمة الرحمة، العرقية على نحو غير مسبوق تاريخياً بحق الإنسانية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها الإرهابيين في الكيان الصهيوني يواجهون عدواً ـ هو الشعوب ـ التي تلحق الهزائم بتلك القوة الفاشية الهائلة.

التاريخ لن يرحم من لم يحافظ على إرث الشيوعيين، وسيذكر كل من بنى حجراً واحداً في هرم وحدة الشيوعيين.