تأبين الرفيق محمد محسن أيوبي رفض الظلم والتسلط والاستغلال والمراءاة والانتهازية.. والأنانية النفعية

 بتاريخ 18/8/2012 رحل عنا الرفيق محسن أيوبي أحد أبرز الوجوه الشيوعية الدمشقية في العقدين الأخيرين، والذي ترك أثراً طيباً لدى كل من عمل معه، وعلى الرغم من أنه لم يكن يحب الأضواء إلا أنه عرف لدى أوساط الحزب لما تميّز به من خصال الشيوعي الحقيقي (بارد الرأس، نظيف اليد، حامي القلب) وبتاريخ 14/10/2012أقامت لجنة محافظة دمشق لحزب الإرادة الشعبية حفلاً تأبينياً للرفيق الراحل، وننشر فيما يلي الكلمات التي ألقيت في التأبين. 

الشجاعة المطلقة والصدق اللا متناهي كلمة قيادة الحزب ألقاها الرفيق قدري جميل:

 

من الصعب الحديث عن شخصية الرفيق أبو عصام، ويصعب علي شخصياً أن أوقف هنا وأؤبن صديقي ورفيقي أبو عصام محسن أيوبي.

وقال د قدري جميل:( جمع ابو عصام بين الشجاعة المطلقة والصدق اللامتناهي والتواضع...)

منظمة دمشق لعبت دور أساسي في معركتين مهمتين لم يكتب عنهم بعد معركة البيريسترويكا ومعركة ما بعد المؤتمر التاسع.

وإذا أردنا العودة للوراء قليلاً وتساءلنا: لو أن معركة البريسترويكا أنحلت بالحزب كما لم تحل وأقصد بالشكل الذي حلت فيه.. ماذا كان حصل لنا؟!.. وأين كان مفتاح معركة البريسترويكا بالحزب؟! أنها منظمة دمشق، فالمعركة تركت جروح وآثار وكدمات بجسد المنظمة والحزب .....

المعركة الثانية الهامة معركة ما بعد المؤتمر التاسع، قبلنا بالنتائج، ورغم ذلك بدأت عمليات التنكيل بالرفاق، وبدأت بدمشق ولأول مرة بتاريخ الحزب ودون أي مبرر تخسر المنظمة المنطقية بكاملها، الرفيق أبو عصام انضباطي وملتزم جداً بالنظام الداخلي لكنه فهم المعنى السياسي لما يجري، واتخذ موقفاً جريئاً، وخارج إطار الحلول التقليدية.

القيادة وبدلاً من العودة عن القرار الخاطئ، مارسوا القمع بالفرعيات من خلال فصل لجان فرعية بأكملها، في أحدى اللقاءات سألني الرفيق أبو عصام: هل تتوقع أن يأتينا الدعم من المحافظات الأخرى رغم أننا دخلنا المعركة دون أية حسابات؟ فقلت له المهم الآن أن نقوم بما هو مطلوب منا، المهم أن نصمد، وبقدر ما نصمد بقدر ما منظمات الحزب تصبح أكثر حساسية اتجاهنا.

إن مثال دمشق هذا الذي لعب فيه الرفيق أبو عصام دور أساسي فيما ذكرتنا فيه الرفيق أم عصام في كلمتها حول بيان «لا انقسام ولا استسلام» أي لا انقسام عن الحزب لأجل عدم تكرار التجارب السابقة، ولا استسلام أمام قرارات القيادة الظالمة والمجحفة وغير الصحيحة، هذا الشعار أخذ مداه كالنار في الهيثم وخلقت حالة وضعت الأساسي بما ترونه اليوم «حزب الإرادة الشعبية» الذي نتج عن اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين. لذلك ما هي العبرة من هاتين التجربتين؟ الخطوة الأولى الصحيحة هي حجر الزاوية ليس المهم صعبة أو سهله وإنما المهم أنها الصح والأرجح أن الخطوة الصحيحة هي الصعبة، لأن مقياس الأفضل ليس الأسهل بل أن مقياس الأفضل هو الأصح والأصح عادة هو الأصعب ....

أبو عصام كرر ما قاله ناظم حكمت :«إذا لم احترق أنا ولم تحترق أنت فمن الذي سيضيء الطريق» أبو عصام احترق ومن حساسيتة حرق نفسه بقدر ما كان عطائه بلا حساب والشيوعي يجب أن يكون كذلك، والشيوعيون من هذا النوع هم يصنعون المستقبل لذلك ذكراهم ستبقى دائماً في عقولنا ومكتوبنا وسنسحتضرهم دائماً كنموذج للشيوعيين الجدد.   

آخر تعديل على السبت, 11 حزيران/يونيو 2016 16:11