مهرجان الانتخابات الأمريكية
انتهى مهرجان الانتخابات الامريكية، وبغض النظر عن النتائج فإنها لن تغير شيئا على الأرض بالمعنى الواقعي والملموس فكلا المرشحين هما من الطبقة الاجتماعية ذاتها، وكلاهما يعبران عن مصالح الرأسمال المالي، ومنذ عقود يتناوب على الكرسي البيضاوي ممثلو الحزب الجمهوري والديمقراطي في إطار عملية ديمقراطية إعلامية لا تغير شيئا بالمعنى الحقيقي لتوجه الدولة الامريكية إلا في الأدوات والتكتيكات التي تخدم عملية ترسيخ سلطة رأس المال.
وإذا كانت سلطة رأس المال هذه استطاعت أن تقدم نفسها بصيغة ديمقراطية شكلانية في إطار لعبة انتخابية محسومة النتائج سلفاً لمصلحتها، فإن تفجر الأزمة الرأسمالية وتعمقها على المستوى العالمي كشفت ورقة التوت التي تغطي كل عورات الديمقراطية البرجوازية ، فالرأسمالية المعولمة تزيد يوماً بعد يوم بحكم طريقة تعاطيها مع البشر والطبيعة مأساة البشر على المستوى العالمي، وإذا كانت تستطيع أن تغطي حتى قبل سنوات تناقضاتها الداخلية وتؤمن نمط ومستوى معين من الاستهلاك بحكم حجم النهب وفائض القيمة التي تحصل عليه على النطاق العالمي فإن الأزمة تؤكد يوماً بعد يوم أن هذه التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية تعكس إفلاساً أخلاقياً بحكم ما تنتجه من حروب ومجاعات وقتل وتدمير في أصقاع عديدة من العالم وتثبت أنها غير قادرة على حل أية مشكلة جدية تواجه الجنس البشري وذلك بحكم طبيعتها الداخلية وتهافتها على الربح فقط دون أي اعتبار للدم الذي يسفك أو القهر الاجتماعي الذي يعاني منه ملايين المنتجين في كل أصقاع الارض.
اوباما او رومني لايهم، فالاثنان وجهان لعمله واحدة بل المهم هو الانتهاء من هذا البناء الآيل إلى السقوط ليحل مكانه عالم أكثر عدلاً.