إعلان حلب للثوابت الوطنية
في نهاية القرن التاسع عشر، وأمام الهيمنة الاستعمارية على العالم العربي والإسلامي، أدرك الرائد النهضوي ابن حلب الشهباء عبد الرحمن الكواكبي خطورة تلك الحالة، فبادر للدعوة إلى مؤتمر حواري تصوري دعا إليه مندوبين عن تلك الشعوب على شكلكومنولث عربي – إسلامي أطلق عليه اسم أم القرى.
ونحن اليوم نستعيد تلك اللحظة التاريخية لنعيد إنتاجها من جديد من خلال بيئة خاضعة للحوار نستعيد الرؤية التنويرية النهضوية للكواكبي، لنطلق إعلاناً جديداً من حلب الكواكبي وإبراهيم هنانو وقسطاكي الحمصي وسعد الله الجابري .
إعلاناً صادراً عن الملتقى الوطني في دار رجب باشا والذي دعت له جمعية رواد الفكر التنويري السورية بتاريخ 27/6/2011 في رحاب مديرية الثقافة .
الذي حضره أكثر من مائة وخمسين شخصية وطنية طليعية تضم ممثلين عن أحزاب ووقوى وطنية من جميع ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وشخصيات وطنية مستقلة .
وبعد استماع المشاركين إلى أوراق العمل المقدمة من المفكر العربي طيب تيزيني والدكتور قدري جميل والدكتور محمد حبش والدكتور عبد الهادي نصري وأوراق في الإصلاح لمجموعة من الشباب وبعد مناقشة مستفيضة للأفكار الواردة في أوراق العمل وتقديمالمشاركين لأفكارهم بكل شفافية وحوار وطني حر ومسؤول فقد توافق المشاركون على الثوابت حيث أكد الجميع على أن مسألة الوحدة الوطنية السورية أصبحت المتقدمة على أي مشروع وطني وتوافقوا وهم يطلقون إعلان حلب للثوابت الوطنية من دار رجبباشا .
نؤكد على المبادئ التالية:
1 - العمل على وضع ميثاق وطني يعد العقد الاجتماعي الذي يؤسس للإصلاح نحو دستور وطني وحياة سياسية حرة وديمقراطية يكفل التداول السلمي للسلطة .
2 - إنتاج معادلة وطنية أساسها حقوق الإنسان في دولة مدنية وفصل السلطات الثلاث عن السلطة التنفيذية .
3 - رفض أي تدخل خارجي بالشأن الداخلي السوري من أية جهة كانت وتحت أية ذريعة. وإدانة أي جهة كانت في سورية تحاول الاستقواء بأية جهة خارجية مهما كانت الذريعة. فالشعب السوري قادر على حل مشكلاته بنفسه , ولا يحتاج لوصاية أو انتداب.
4 - دعم المقاومات في فلسطين ولبنان والعراق والعمل على تحرير الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها الجولان المحتل هو خيار الشعب السوري بمجموعه وأحد ثوابته الأساسية، وهو واجب وطني ملزم لأية سلطة سياسية قائمة أو يمكن أن تقوم فيالمستقبل.
5 - القطيعة الكاملة مع المشروع الإمبريالي – الصهيوني في المنطقة هي إحدى الثوابت الوطنية السورية.
6 - إدانة وتجريم الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية وكل ما من شأنه أن يهدد الوحدة الوطنية للشعب السوري , أو أن يهدد وحدة الدولة السورية وترابها من أي جهة صدر هذا التهديد .
7 - دعم الحراك الشعبي السلمي في سورية ورعايته .
8 - منع تسييس الجيش وحصر مهمته في الدفاع عن الوطن والمواطن .
9 - الجيش العربي السوري رمز السيادة الوطنية ورمز الوحدة الوطنية ومهمته حماية الوطن والمواطن والمساس به مساس بالسيادة والوحدة الوطنية.
10 - السلم الأهلي خط أحمر واعتبار أي لجوء للعنف جريمة بحق الوطن تصل في توصيفها إلى الخيانة الوطنية.
11 - حصر صلاحيات الأجهزة الأمنية في مهمتها الأساسية في حماية الوطن والمواطن باعتبار بأن المواطنين الأحرار هو الضمان الوحيد للأمن الوطني العام.