ندوة البوكمال الحوارية الثانية: يجب الإسراع في تنفيذ الإصلاحات

عقدت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في البوكمال، وبمشاركة الحزب الشيوعي السوري الموحد والحزب الشيوعي السوري في البوكمال، الندوة الحوارية الثانية التي قررتها الندوة الأولى، وقام بإدارة الندوة الرفيق تحسين الجهجاه مستهلاً إياهابالقول

«إن الأحداث التي تمر بها سورية ما تزال متسارعة على صعيد الحراك الشعبي، يقابلها بعض البطء في تنفيذ الإصلاحات التي يطالب بها هذا الشارع المنتفض، ونحن ندرك لماذا هذا التباطؤ ومن يقف وراءه، إن القوى الفاسدة داخل النظام والمجتمع،والمستفيدة من الفساد الكبير، هي التي تقف وراء هذا التباطؤ والعرقلة ووضع العصي بالعجلات، ومن الضروري أن نناقش في هذه الندوة محورين أساسيينتجلّيات القوى التي لا تريد الإصلاح المرتبطة بعضها ببعض داخل أجهزة النظام، وتلك المتسترةبحركة الجماهير في المجتمع.. والمحور الثانيماذا يريد المتظاهرون في البوكمال؟ وما هي الحلول المطروحة؟»

 

• زهير حميد العيسى (الوحدوي الديمقراطي): ماذا يريد المتظاهرون؟ أنا أعتقد أن المتظاهرين يلزمهم قيادة واعية لما يحدث في الشارع البوكمالي، على أن يوضع برنامج لجميع المطالب.

• صلاح ذياب (فلاح): المظاهرات التي خرجت في البوكمال وسائر المدن السورية تطالب الآن بإسقاط النظام، والسبب هو التراكمات التي فعلت فعلها، منذ أربعين عاماً يقولون إن الحرية موجودة، أين هي الحرية في ظل عدم مشاركة كافة القوى السياسية والأحزابالسياسية بشكل فعلي بالحكم؟ أين هي الحرية في ظل تصريح الأمين القطري للبعث، سعيد بخيتان، والذي أكد فيه على عدم إلغاء المادة الثامنة من الدستور؟.. فأية حرية للأحزاب؟ ويدّعون: «مطلبنا ليس الكراسي، بل نحن نريد دماء جديدة عبر قانون الأحزابوقانون إعلام وقانون انتخابات عصري وحضاري، ومن يفوز عبر صناديق الاقتراع هو من يحكم».

• داود الكيال (حرفي): ما نريده هو ما يريده جميع أبناء سورية، أي ما نسمعه في المظاهرات التي تضم كافة الشرائح الاجتماعية، علماً أنه قد تحصل أخطاء في بعض المظاهرات، وهذا ما حصل هنا في البوكمال، وكما تعرفون في البداية كان الشعار المطروح هوالحرية، الآن أصبح الشعار (إسقاط النظام).. والسبب أن جميع المراسيم التي صدرت لم تطبَّق على أرض الواقعنحن نريد انتخابات حرة ونزيهة، يمكن للإنسان أن يتحمل الجوع لكنه لا يمكن أن يعيش دون كرامة، فالشعب السوري انتفض حين تأكد له أن كرامتهتُنتهَكأنا أقولالمطلوب الآن هو سحب الأجهزة الأمنية من الشارع تماماً، على أن يكون هناك مجلس برلماني منتخب وفق قانون انتخابي جديد، أي لا نعود إلى قوائم الجبهةثم أين محاسبة من كان مسؤولاً عن أحداث درعا؟ وخاصة عاطف نجيب والمحافظفيصل كلثوم؟ أين هي الإصلاحات التي ما تزال مبهمة؟.. لذلك سيستمر التظاهر!

• عساف هيثم العساف (طالب): كل الكلام الذي قيل باتجاه محاورة النظام بالنسبة لي مرفوض، نحن نريد إسقاط النظام ونريد تشكيل لجان شعبية للحفاظ على أمن البلد والمجتمع، وعن طريق هذه اللجان يستتب الأمن ونستعيد كرامة المواطنين، علينا أن نفكر لما بعدالنظام، أي بعد سقوط النظام.

• خالد مطيران (التجمع الديمقراطي): النظام يريد الحوار، ومن المفروض أن تكون هناك أسس للحوار، أول هذه الأسس هو سحب الجيش والأمن من الشارع، على أنَّ هذا الحوار يؤسس لحكومة منتخبة تلبي مطالب الجماهير، هناك أقلية مستفيدة من النظاموالأكثرية مظلومة، يجب أن تبقى المظاهرات مستمرة لتحقيق المطالب.

• س.م (مهندس): التظاهرات حققت أشياء جديدة للمجتمع السوري حرم منها طيلة خمسين عاماً، وأهمها كسر حاجز الخوف، حيث أن ما خربته الدكتاتوريات والأنظمة خلال السنين الماضية يُبنَى الآن من قبل الشباب المتظاهرفي المحور الثاني.. فإن متظاهريالبوكمال يريدون تغيير الكثير من مواد الدستور التي تخص الحريات الاجتماعية والسياسية وليس المادة الثامنة فقط، سورية غنية بإمكاناتها الاقتصادية، ويعرف الجميع أننا الدولة الأقل مديونية من بين الدول العربية، ورغم ذلك لا يوجد توزيع عادل للثروة الوطنية،وما يريده أيضاً أهالي البوكمال هو القضاء على البطالة، مثلاً حقول النفط الموجودة في المنطقة نسبة الموظفين فيها من أهالي المنطقة لا يتجاوز 1% فقط، ناهيك عن المعلمين والمعلمات، وهنا أحب أن أشير إلى موقف أحزاب الجبهة غير الواضح من هذا الحراكالشعبي، فهي تتحمل المسؤولية كما يتحملها حزب البعث، فهم مشاركون بما آلت إليه الأمور.

• أحمد خماس (لحام): أنا آسف على من خرج من الندوة مع أنه قيادي في الحزب الذي أنتمي إليه وهو حزب الوحدويين الاشتراكيين، وأناشد المتظاهرين وأقولتظاهروا وأنا معكم، لكن دون فوضى وتخريب، وكل مطالبكم مشروعة، ولا تتركوا أية ذريعة للأجهزةالأمنية تأخذها عليكم، وخاصة في بعض الشعارات البذيئة والأعمال التخريبية، وأنا معكم قلباً وقالباً.

• معمر الدبس (رجل دين): أحد أساتذة البوكمال طلبه الأمن وعاملوه باحترام، وقالوا له نحن أخوة لكن المطلوب وقف التظاهر، فأجابهملا يمكن إيقاف التظاهر، ولولا هذه التظاهرات لما احترمتمونا، على صعيد آخر، أنا أتمنى أن تدخل الدبابات إلى البوكمال لالشيء سيء، ولا لكي تقصف أو تدمر، فقط لتكشف سوء تنفيذ شبكة المجاري الصحية في البوكمال، حيث أنني واثق أنها ستغوص في هذه المجاري.

• عبد الباقي صالح (طالب): يجب عدم وقف التظاهر، فلولا هذه المظاهرات لما انكسر حاجز الخوف، ولا نريد إصلاحات إسعافية، نحن نريد تنفيذ الوعود التي سمعناها وطالبنا بها منذ سنوات، ومازلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.

• فايز البرغوث (جامعي): النظام لا يمكن أن يقوم إلا إذا كان هنالك عدل أي قضاء عادل، عندنا القضاء تابع للأجهزة الأمنية، فماذا نريد؟ نحن نريد وبكل صراحة أن يكون قسم مما تنتجه بلادنا من النفط والزراعة يعود بالخير وبالمشاريع على هذه المدينة، فالتصحروصل إلى بيوتنا، والفقر والجوع دخل جيوبنا، ووصل الأمر أن هناك الكثير من العائلات أصبحت تطبخ أرجل الدجاج وأمعاءها مع الأسف الشديد، ناهيك عن سوء الخدمات، ويوجد من المتنفذين في البلدية من يبيع الأراضي العامة لحسابه الخاص، وعلى عينك ياتاجر، إضافة إلى فشل المشاريع الخدمية المنفذة من قبل المتعهدين «المدعومين»، هذا ما يجعلنا نقول أنه لا توجد بنية تحتية في المدينة.

• محمود المطرود (عامل): أريد أن أتكلم بالمسألة الزراعية.. حيث لا يوجد اهتمام حقيقي بالزراعة التي تشكل رافداً مهماً للدخل الوطني، فسعر البذار مرتفع وكذلك سعر السماد، والآفات الحشرية تأكل المواسم في ظل غياب المكافحة، وما يزال مستمراً عدم السماحبحفر الآبار، وغلاء المازوت.. كل هذا دمر الزراعة.

• محمد مشوح (العهد الوطني): أشكر كافة الحضور ومن قام بترتيب هذه الندوة، تفضل أحد الشباب وقال إن أحزاب الجبهة مسؤولة كما البعث، أنا أؤكد هذا الكلام، لكن لم نكن نحن في أحزاب الجبهة أفضل من أي مواطن في أي شيء، فقط كنا قادرين على إيصالآراء الناس إلى الجهات الحزبية في المدينة أو المحافظة، ومن ثم إلى قيادة الجبهة، وأنني أثنى على الكلام الذي قيل لجهة تحويل الدولة إلى دولة قانون، دولة مدنية عبر استقلال القضاء استقلالاً تاماً، وهذا هو النموذج المطلوب..

قرر المشاركون عقد ندوة موسعة في الساحة العامة في البوكمال، تضم من يريد من أبناء المدينة في منتصف الأسبوع القادم.