الرفيق د. قدري جميل للفضائية السورية: المقصود إمبريالياً ليس إسقاط النظام بل إسقاط سورية!

«الحوار هو الصراع بالآراء، وهو صراع حضاري وسلمي، أي هو تلك الآلية التي عبرها يمكن أن ينطلق المجتمع إلى آفاق جديدة، أما الذي قد يرفض الحوار فإنه عملياً يرفض الصراع السلمي والحضاري». بهذه الكلمات لخّص أمين اللجنة الوطنية لوحدةالشيوعيين السوريين دقدري جميل رؤيته لماهية الحوار الوطني المرتقب في سورية، وذلك خلال لقاء مع القناة الفضائية السورية أجراه مساء السبت 25 حزيران الماضي، ودار اللقاء حول موضوع الحوار الوطني حيث قال دجميل

«المهمة الأساسية هيمنع الخارج من الاستفادة من حالة الحراك التي يعيشها المجتمع السوري ورفع مناعة هذا المجتمع، وهذا ببساطة يتم عبر حل المشاكل التي يواجهها، وهذه المشاكل لها عناوين مختلفة؛ فهي اقتصادية واجتماعية وسياسية أيضاً، وحل حزمة هذه المشاكل هومهمة الإصلاح الجذري الشامل، ومشكلة هذا الإصلاح أنه معقد ومتنوع لدرجة أنه يتطلب الحوار، فمتى يصبح الحوار مهمة يجب وضعها على الطاولة؟ يصبح كذلك عندما تكون المشكلة كبيرة تتطلب تفاعل مختلف الآراء تفاعلاً حياً وإبداعياً، بحيث يمكن الوصولإلى الحل والرأي الأفضل الذي يعبر عن القاسم المشترك الذي يعبر بداخله عن المصلحة الوطنية العليا».

أما عن مجريات الحراك الشعبي المستمرة وعلاقتها بالحوار فأضاف: «يطرح البعض شعار إسقاط النظام، ولكن القوى الخارجية التي تدعو وتشجع على هذا الشعار في هذه اللحظة، هي تكذب حتى في دعمها للقوى التي ترفعه، فالمقصود ليس إسقاط النظام بلإسقاط سورية، أما لو كانت القصة قضية إسقاط نظام فذلك يمكن أن يناقش، لأنه بالنهاية كل الأنظمة في التاريخ تأتي وتذهب، ولكن الحقيقة كما تبين التجربة أن المقصود في الظروف الملموسة من طرح هذا الشعار بهذا الشكل هو عملياً تفتيت سورية وإزالتهاكوحدة جغرافية سياسية، لأن القوى التي تستهدف السيطرة على المنطقة تستهدف دور سورية من أجل الإخلال بجبهة الممانعة والمقاومة وإنهاء هذا الموضوع نهائياً».

وحول المناخ المطلوب لبدء الحوار قال: «أعتقد أن هذا يحتاج إلى استقرار نسبي لا يمكن دونه أن يبدأ الحوار، وهذا يحتاج إلى مجتمع يعبر عن مطالبه بشكل سلمي دون أن يتدخل هذا الطرف أو ذاك في عملية التعبير السلمية هذه»، وفي موضوع الإصلاحوممانعيه قال دجميل: «إن القوى التي ستتضرر من الإصلاح بالدرجة الأولى هي قوى الفساد، والفساد من نوعينالكبير الذي يأخذ الحصة الأساسية بحدود 80%؛ والفساد الصغير الذي هو تحصيل حاصل.. فعندما تحل المشاكل الاقتصادية الاجتماعية سيزولالفساد الصغير بزوال مبرراته، ولكن المشكلة الحقيقية هي بالفساد الكبير الذي يريد المحافظة على حصته، لذلك فإن الانطلاق بالإصلاح يعني في النهاية زوال الفساد، والفاسدون من هذا المنطلق لا يريدون الاستقرار في المجتمع ويحاولون توتير الأوضاع إلىالحد الأقصى بأشكال مختلفة، سواءً بجهودهم أنفسهم أم بدعم من الخارج أحياناً، وهذا التوتير لا يخلق مناخاً مناسباً للحوار الوطني، ولا أقصد أبداً  أن التعبير عن المطالب هو توتير، فالتعبير عن المطالب هو ضرورة وحاجة مشروعة، فالمشكلة في سورية تكمنبوجود مجتمع يفترض به أن يعبر عن مطالبه تاريخياً، ولكن الأقنية التي يفترض أن يعبر من خلالها كانت مسدودة؛ حيث كانت هناك حالة اغتراب بين المواطن وممثليه في مجلس الشعب على سبيل المثال».

ردود الفعل

وحسبما أفادنا مراسلو قاسيون في مختلف المحافظات السورية، فقد تابع الجمهور السوري في مختلف المحافظات اللقاء باهتمام بالغ، ففي طرطوس ومناطقها على سبيل المثال تمت متابعة اللقاء من مختلف الشرائح الاجتماعية على الكورنيش البحري وفي الكثيرمن الأماكن العامة، وقد تكرر هذا في بعض مناطق اللاذقية (جبلة نموذجاً)..

ولم تختلف الصورة في دمشق وريفها وحلب ومعظم المحافظات الأخرى، حيث استمع الناس على اختلاف مواقفهم ومواقعهم للحوار باهتمام وإمعان..

وبعيد انتهاء الحوار توالت ردود الفعل المرحبة والمشجعة من كل الأطياف والمشارب الفكرية والسياسية والشعبية، بما في ذلك العديد من المشاركين في الاحتجاجات الشعبية، وكذلك من بعض ضباط وصف ضباط الجيش العربي السوري، واعتبر الجميع ما جاءبالحوار بمثابة برنامج إنقاذ وطني..

ملاحظةالحوار كاملاً موجود صوتاً وصورة ونصّاً على موقع قاسيون الإلكتروني...