الشهداء والمعتقلون !
أرقني ما حدث في بلدنا الحبيب من نكران كان قد تجاوز كل ما حدث في دول أخرى، ما حدا بالبعض إلى حالة مستعصية من الشعور بالسوء المتزايد بدوره مع تزايد حالة النكران تلك!
ما يزال البعض يعتبر كل من سقط في الأحداث قتيلاً.. وكل من جرح في المظاهرات أسيراً، وكل معتقل بسبب المطالبات يسمونه سجيناً! هل من السهولة اعتبار من خرج مطالباً بحريته، وهاتفاً بحبه لوطنه وأرضه، وصارخاً في وجه الفساد.. متورطاً أو مندساً أو خارجياً!!
هل سنتنكر لأولئك الأطفال الذين عبروا بكامل براءتهم وطفولتهم عن مشاعر حملوها، ونعتبرهم ممثلين مقلدين أو مدفوعين بفعل فاعل!!. وهل نستطيع السكوت عن جريمة تقليع أظافرهم الطرية وإهانتهم وتشويه طفولتهم؟؟
خرج البعض لأن لديهم ما يقولونه، ثم خرج آخرون لأننا لم نسمع مطالب من سبقوهم، ثم خرج من جديد من لم يكن ينوي الخروج، لكنه خرج حين قتل وجرح وخونّ من سبقه!.
وحين خرج من خرج، إنما كان يمارس حقه الطبيعي الذي كفله له الدستور، إذ نص في مادته التاسعة والثلاثين على أن: (للمواطنين حق الاجتماع والتظاهر سلمياً في إطار مبادئ الدستور، وينظم القانون ممارسة هذا الحق)، وبدل أن يعاملوا كمواطنين سوريين كاملي الحقوق فقد مُنع خروجهم، ثم حين أصروا على حقهم قتل عدد منهم، واعتقل عدد آخر، بالخطأ أو بغيره، ثم ماذا.. استمرت محاولة تغييبهم ونعتهم بأقذع الصفات وأكثرها تجريحاً وهواناً..
لماذا لم تقدس أرواح الشهداء، ولم تحترم حريات المعتقلين، ولم يعبر عن الندم لأهالي من سقطوا أو اعتقلوا!
الحب والود لكل من يريد الإصلاح، لكل من يمارس حقوقه الدستورية، لكل من يساهم في القضاء على الفساد!
فلتكن تلك أولى بوادر الإصلاح الحكومية.. الشهداء لا ينتظرونكم، لكننا نحن من ننتظر منكم موقفاً مشرفاً، فلنرصد أسماء كل من وقع شهيداً، ولنسطرها على صفيحة من ذهب، إن كان ذاك يفي بما يستحقون.
كل من سقط ليس بقتيل.. بل شهيد..
كل من وقع ليس بسجين.. بل فخر لكل معتقل..
المجد للشهداء.. الحرية للمعتقلين.. فلنفهم أن من خرج مطالباً بالإصلاح.. هو ابن الوطن ومحب له وعاشق لترابه!!
■ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.