عاش الشعب السوري
أيها الشعب السوري العظيم، تمر اليوم الذكرى السبعون لعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن وطننا الغالي وبفضل إرادة وكرامة الملايين من أبناء سورية الأباة ونضالات النساء والرجال وانتفاضاتهم وثوراتهم، من يوسف العظمة ونازك العابد إلى سلطان باشا الأطرش وعشرات القادة الوطنيين على امتداد الجغرافيا السورية.
إن تحصيل سورية لاستقلالها الناجز بالمعنى العسكري السياسي بكفاح أهلها ودعم أصدقائها من خلال أول فيتو في تاريخ الأمم المتحدة أعلنه الاتحاد السوفييتي في حينه لصالح استقلال سورية ولبنان لم يجر تحصينه بالمعنى الاقتصادي والديمقراطي دون أن تتوقف كذلك أطماع المستعمرين بلبوسهم القديم والجديد بأشكال ومسميات مختلفة.
إن الشعب السوري الذي يعاني اليوم من أسوأ كارثة إنسانية بالتوصيفات الدولية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بحكم تداعيات الأزمة المتفجرة في البلاد منذ 2011 وتعنت أطراف الصراع داخل سورية وعليها وتمسكها بشعاراتها الواهمة على حساب دمه النازف بات يبصر على نحو واضح بصيص النور في نهاية النفق متوسما الأمل ببداية تبلور الحل السياسي الذي يحافظ على سيادة سورية ووحدتها، أرضا وشعبا، ويحافظ على استقلالها الفعلي عبر مواصلة مكافحة الإرهاب وصولا لاجتثاثه وعبر توفير المقدمات الجدية للتغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل الذي ينشده ويستحقه السوريون، سياسيا واقتصاديا اجتماعيا. ويجري هذا مجدداً بفضل إرادة الحياة لدى السوريين وبفضل دعم الأصدقاء الحقيقيين للشعب السوري الذين يوظفون التغييرات الجارية في ميزان القوى الدولي في سبيل حقن دماء السوريين والحفاظ على دولتهم.
إن الشعب السوري الخلاق لقادر على تظهير قيادات وطنية على الدوام وقادر على تجاوز محنته الراهنة ولئم جراحه لكي تستعيد سورية مكانتها الطبيعية على الخارطة السياسية الإقليمية ولكي تحرر المحتل والسليب من أرضها بسواعد أبناءها.
عاش عيد أعياد الوطن
عاش الشعب السوري
17 نيسان 2016
حزب الإرادة الشعبية