موسكو ترفض أي خطط لتقسيم سورية
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب بدأ يدرك ضرورة تنسيق الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، مشيراً بهذا الصدد إلى نتائج الاتصالات الروسية الفرنسية الأخيرة
وأشار لافروف في تصريحات صحفية، الجمعة 11/12/2015 إلى أن سلسلة الهجمات الدموية في مختلف أنحاء العالم تدل على أن محاولات بناء «جزر أمن» منفصلة والقضاء على الإرهاب باستخدام قدرات دولة واحدة أو مجموعة محدودة من الدول، عديمة الآفاق، مشدداً من جانب آخر على وجوب إغلاق الحدود التركية السورية فوراً.
وأضاف الوزير الروسي أن موسكو لم تشعر بعد عملياً أن الغرب مستعد للتعاون في مكافحة الإرهاب، موضحاً «وسنحكم على النوايا الحقيقية للولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب من خلال استعدادها لتشكيل تحالف موحد لمكافحة الإرهاب وكذلك مستوى التعاون بين عسكريينا في سورية. نحن منفتحون لمثل هذه الشراكة دائماً، إلا أننا نواجه في الواقع ممانعة واضحة لإقامة حوار أكثر ثقة في مجال مكافحة الإرهاب».
كما أعرب لافروف عن استغرابه بشأن رفض واشنطن تقديم معلومات استخباراتية حول إحداثيات مواقع «داعش» في سورية، وذلك تزامناً مع توجيهها اتهامات إلى روسيا بضرب أهداف خاطئة.
وأكد لافروف أن مواطني سورية هم الذين سيختارون رئيساً جديداً للبلاد، قائلاً «لا أحد يمكن أن ينفرد بحق اتخاذ القرار بدلاً منهم حول شكل الدولة السورية ورئيسها، إن الوثائق التي وقعت في فيينا أكدت ذلك بوضوح».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري الأربعاء 9 كانون الأول إلى ضرورة تنفيذ القرارات بشأن وفد المعارضة السورية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها صدر تعليقاً على الاتصال أن المحادثة التي جرت بمبادرة من الجانب الأمريكي ركزت على الملف السوري، بما في ذلك إمكانية عقد جلسة جديدة للمجموعة الدولية لدعم سورية.
محور التحالف الدولي المستقبلي المناهض لـ«داعش» ...!
في سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي في مقابلة مع وسائل إعلام إيطالية نشرت الأربعاء 9 كانون الأول أن هناك إمكانية للقضاء على «داعش» بسرعة ولا داعي لاستخدام السلاح النووي.
وأضاف أن هناك إمكانية لحل قضية تنظيم «داعش» الإرهابي بسرعة، في حال توحيد قدرات سلاحي الجو الروسي والأمريكي والشروع في إقامة تنسيق وثيق مع القوات البرية التي تواجه «داعش» على الأرض، مشدداً على أن تشكيل تحالف دولي واسع ضد الإرهاب فكرة واقعية تماماً.
وأعاد الوزير إلى الأذهان أن الأمريكيين أنفسهم يقرون بضرورة انضمام الجيش السوري إلى العملية البرية المشتركة ضد «داعش»: «إنهم يقولون لنا: نعم، إننا مستعدون للتعاون مع الجيش السوري لكن يجب الإطاحة بالأسد وبالقادة الأساسيين في الجيش. إن هذه المقاربة لا تحمل طابعاً عسكرياً مهنياً، بل أيديولوجياً». وأضاف إن أولئك الذين يصرون على الربط بين رحيل الأسد وتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، يساهمون بصورة غير مباشرة في الحفاظ على الظروف المواتية لتمدد داعش. وأوضح: «لقد رد الرئيس الروسي أكثر من مرة على هذه الفكرة، ونحن نعتبر مثل هذه المقاربة مصطنعة ومتعارضة مع القانون الدولي والمبادئ الديمقراطية».
وقال لافروف إن روسيا يمكن أن تشكل محور التحالف الدولي المستقبلي المناهض لـ«داعش»، علما بأنها الدولة الأجنبية الوحيدة التي تعمل حالياً لمكافحة الإرهاب في سورية على أساس قانوني.
وذكر بأن دول العالم تمكنت خلال الحرب العالمية الثانية من توحيد الجهود للحيلولة دون سقوط العالم برمته بأيدي النازيين وأيديولوجيتهم الكارهة للبشر، باعتبارهم الشر المطلق.
وأضاف: «اليوم يروج تنظيم «الدولة الإسلامية» القيم الكارهة للبشر نفسها، وعلينا ألا نسمح بتحوله إلى دولة حقيقية والقضاء على أوهام عناصره حول وجود صلة بين التنظيم الإرهابي وبين الإسلام». وأكد لافروف أنه لا داعي للجوء إلى الأسلحة النووية ضد الإرهابيين الذين يمكن القضاء عليهم بالوسائل العادية. وجاء ذلك تعليقاً على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تحدث في اليوم السابق أنه يمكن تزويد الصواريخ الروسية في سورية برؤوس نووية، على الرغم من أنه لا داعي للجوء لذلك في سياق مكافحة الإرهاب.
كما لم يستبعد لافروف أن يكون الهدف وراء إسقاط قاذفة «سو-24» الروسية في سورية يكمن في نسف التسوية السياسية فيها.
ودعا إلى بحث ما تعمله أنقرة حقا لتنفيذ المهام التي يطرحها أمامها الإجماع الدولي المناهض لـ«داعش». وتساءل: «لماذا يستهدف القصف التركي بالدرجة الأولى ليس الإرهابيين بل الأكراد الذين يعتبرهم الأمريكيون حلفاء محتملين في مكافحة الإرهاب؟».
المصدر: وكالات