د.عبدو: الحكومة «أذن من طين.. وأذن من عجين»!
التقت إذاعة «المدينة إف إم» ضمن برنامجها «المختار» يوم الأحد الماضي كلاً من الرفيق د.جمال عبدو عضو رئاسة حزب الإرادة الشعبية، والصحفي مازن جلال خير بك، ود.حيان سلمان معاون وزير الاقتصاد، حيث تمحور النقاش حول تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي للسوريين، ودور الأزمة والحكومة في هذا التدهور. فيما يلي ننشر مداخلات الرفيق جمال ضمن البرنامج، علماً بأنّ تسجيل الحوار كاملاً منشور على الموقع الالكتروني لمحطة «المدينة إف إم»:
هل تعتقد أن المواطن السوري عاشها غير في الـ2015؟
الوضع أصبح أسوأ وأسوأ بكثير بسبب القرارات الحكومية والتي لم تكن وليدة اللحظة بل هي نتيجة رسم سياسات اقتصادية عمرها 10 سنوات، والوضع الاقتصادي في سورية أصبح أسوء في فترات ما قبل الأزمة، وكان أحد أسباب الأزمة التي نعيشها اليوم. ولم يجر التراجع عن هذه السياسات الليبرالية الاقتصادية التي تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقراً.
أنت تحمل الإجراءات الحكومية كون المواطن «عاشها غير» ولكن سلباً؟
ليس فقط الإجراءات الحكومية، ولكن السياسات الاقتصادية المتبعة، فحتى لو تغيرت الحكومة، ولم تتغير السياسات فليس ذلك بشيء، الموضوع ليس في الحكومة، ولكن في السياسات.
ما الذي كان مطلوباً من حكومة محاصرة منذ 5 سنوات ولاتزال في ظروف حرب ربما لم تكن لتتحملها أكبر دولة في العالم؟ كيف لهذه الحكومة أن تكمل وتدفع رواتب موظفيها وتجلب الكهرباء والفيول، أليس حكماً جائراً أن ننتقد إجراءات الحكومة؟ أليس فيها شيء إيجابي هذه الحكومة؟
لا يوجد شيء إيجابي في هذه الحكومة، وأن يوضع كل شيء على الأزمة والحرب فهذا أيضاً أمر تعودنا عليه من الحكومة. يجب أن يكون هناك حلول إبداعية.
أرجو أن تعطينا أفكار فنحن دوماً نسمع حضرتكم المعارضين للحكومة سواء من أشخاص أو من مؤسسات أو من أحزاب أو غيرها تنتقدون الحكومة، ولكن هل من أفكار؟ «ولا بس ننتقد فقط للانتقاد»؟
لا، الأفكار كثيرة، ففي فترة الحرب لا يتم التخلي عن دور الدولة، بل بالعكس يتم زيادة دور الدولة، وعلى الأقل في التجارة الخارجية، لكي لا يتم هدر القطع الأجنبي ويؤمن الحد الأدنى من الحياة للمجتمع حتى نستطيع الاستمرار ضمن ظروف الحرب، فالمواطن هو الجبهة الداخلية للجيش، وإن لم يتم تأمينه وبقيت تنادي ليل نهار بالجيش، فأنت لا تحمي ظهر هذا الجيش والذي هو المواطن، ثانياً الجيش أيضاً لا يتم دعمه لا برواتبه ولا غذائه واسأل المجند الموجود في الخنادق ما هي مشاكله، وبالتالي ما الذي تقوم به هذه الحكومة حتى نشكرها، وماذا فعلت؟ الشيء الذي يحصل أنه كان لدينا في أيام سابقة رصيد، واليوم نسحب منه أو نستدين. وأكثر من ذلك لا يوجد حلول لدى هذه الحكومة، وهي موجودة مثل (معالجة مسألة) التهرب الضريبي وهو بحدود 300 مليار ليرة سورية ولم نقترب منه، الفاسدون الكبار ينهبون 30% من الدخل الوطني.. نحن نترك الفساد الكبير، ولا نقترب منه وحجمه 80% وأعدادهم محدودة ربما 100 أو 200 أو 1000 شخص، ولكن هذا الفساد الكبير يؤثر على الاقتصاد الوطني، بشكل عام لا يجب أن نتهرب من المسؤولية وكأن المجتمع فاسد!؟ لا المجتمع ليس فاسداً..!؟
عندما نسأل الحكومة اليوم عن سبب الأسعار المرتفعة ولماذا لا تسطيع تخفيضها، دوماً لديها مبررات واضحة وجاهزة تتعلق بوضع الطرقات وبالحصار وبارتفاع سعر الصرف وبالعقوبات الاقتصادية أليست هذه كلها أموراً واقعية؟
هذه أمور لها آثارها طبعاً، ولكن إن كنا نريد أن نكون واقعيين، فالمشكلات الاقتصادية في سورية لا تحل اليوم، وفي ظل الأزمة، بقرارات اقتصادية فقط، إن كانت هذه الحكومة أو غيرها، فهناك شيء اسمه تجار الحروب أو تجار الأزمات وهم بمثابة إرهابيين، هم إرهاب موجودين بيننا، ما هي الإجراءات التي تتخذ بحقهم؟ لم يتخذ أي إجراء بحقهم، والفكرة هنا أن هؤلاء الأشخاص ازدادوا غنى، وهؤلاء أحد أسباب الغلاء ما داموا يتاجرون بالمواطن، وبكل شيء.
وبالنسبة لحديثكم عن «عيشها غير»، فأنا منذ بدايتها علمت أنها فقط للإعلام، فعلى سبيل المثال وزارة التربية فرضت رسوماً على من يريدون التقدم للامتحان بشكل حر، وزارة التعليم العالي زادت الأقساط على الطلاب المسجلين في التعليم المفتوح، فإذا كان متوسط دخل المواطن السوري 26.500 ليرة فإنّ متوسط متطلبات معيشة الأسرة السورية هي 172000 ليرة فكيف يجب أن يعيش هذا الموطن.
حضرتك كعضو مجلس الشعب في البرلمان تمثل الناس ماذا فعلت؟
أنا حالياً مستقيل، ولكن في فترة وجودي نقلت هموم الشعب بكل أمانة، وموجودة كل مداخلاتي، ولكن الحكومة أذن من طين وأذن من عجين، قل ما تريد ونحن سنقوم بما نريد، وعملياً دون نتيجة.