بوتين: يمكن أن يكون في سورية زعيم واحد هو الشعب السوري
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تسعى للعب دور الزعامة في سورية، بل يكمن هدفها في المساهمة في مكافحة الإرهاب.
وأضاف بوتين خلال مشاركته في أعمال منتدى الاستثمار «روسيا تنادي» الثلاثاء 13 تشرين الأول: «أريد أن أشدد على أننا لا نسعى للزعامة في سورية بأي شكل من الأشكال. ويمكن أن يكون في سورية زعيم واحد فقط، وهو الشعب السوري. نحن نسعى إلى المساهمة بقسطنا في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والعالم برمته».
كما اعتبر الرئيس الروسي أن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والذي يشن غارات على أراضي سورية منذ أكثر من عام، لم تأت بنتائج تذكر.
وأضاف قائلاً: «لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سورية، وأنفقوا، حسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب «الجيش السوري الحر». كما أنهم أعلنوا مؤخراً عن إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم «الجيش الحر». لكن أين هذا الجيش الحر؟»
وتساءل بوتين: «أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجدداً في أيدي إرهابيي «داعش» كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟»
لأوسع تحالف في وجه الإرهاب
ومن كازاخستان، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مجلس قادة رابطة الدول المستقلة يوم الجمعة 16 تشرين الأول، أن العملية الروسية في سورية محكومة زمنياً بالعملية الهجومية التي ينفذها الجيش السوري، مؤكداً أن سلاح الجو الروسي حقق نتائج ملموسة في سورية.
وأشار إلى زيادة أهمية التعاون في إطار الرابطة في مجال مكافحة الإرهاب، قائلاً: «يجب ضمان العمل الفعال لمركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة، ومواصلة تنسيق عمل الاستخبارات، والقيام بتبادل المعلومات بشكل دائم. ومن المهم للغاية أن نراقب بانتباه الوضع على الحدود الخارجية للرابطة».
وأضاف بوتين أنه يجب على رابطة الدول المستقلة أن تكون مستعدة للتصدي لمحاولات الإرهابيين التسلل إلى آسيا الوسطى من أفغانستان.
وأكد أن موسكو تدعو دائماً إلى «إقامة أوسع تحالف ممكن لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين»، مشيراً إلى تحقيق تقدم في مجال تنسيق الخطوات والجهود لمكافحة الإرهابيين في هذه المنطقة. وقال: «نجري مباحثات مع السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن و«إسرائيل» وغيرها من الدول ونحاول إقامة التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا».
موقف واشنطن غير بناء
وكان بوتين قد وصف موقف الولايات المتحدة بشأن تسوية الأزمة السورية بأنه غير بناء، خاصة بعد رفض الأخيرة استقبال وفد روسي رفيع، وقال بوتين الخميس 15 تشرين الأول بعد محادثات مع نظيره الكازاخستاني نور سلطان نازاربايف في أستانا: «اعتبر موقفهم هذا غير بناء. ويبدو أن ضعف هذا الموقف يعود إلى انعدام أية أجندة يمكن أن يعتمد عليها. وليس عندهم ما يتحاورون حوله».
واستغرب الرئيس الروسي من الانتقادات التي توجهها واشنطن إلى العمليات الروسية لمكافحة الإرهاب في سورية، علماً بأنها ترفض أي حوار مباشر حول التسوية السياسية في هذه البلاد.
وكان بوتين قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، أن روسيا اقترحت على شركائها الأوربيين والأمريكيين عقد لقاء دولي رفيع المستوى حول تسوية الأزمة السورية في موسكو، كما أنها أعربت عن استعدادها لإرسال وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس الوزراء دميتري مدفيديف إلى واشنطن.
وفي اليوم التالي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن رفضت استقبال الوفد الروسي.
وقال دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي تعليقاً على الموقف الأمريكي: إن تخلي واشنطن عن الحوار لا يساهم في الجهود الرامية إلى إنقاذ سورية والمنطقة برمتها من تنظيم «الدولة الإسلامية».
بدوره، أعلن البيت الأبيض أن رفض الجانب الأمريكي استقبال الوفد الروسي جاء بسبب عدم اهتمام واشنطن بالحوار مع موسكو قبل أن «تبدأ الأخيرة بالمساهمة بصورية بناءة في مواجهة داعش بسورية»!!!؟