واقع استثنائي.. وقراءة استثنائية!
يلاحظ المتابع لمواقف حزب الإرادة الشعبية، أنه امتلك الأداة المعرفية التي تؤهله لفهم الواقع السوري، الأمر الذي تجلى بقدرته على التنبؤ بما يحدث الآن في البلاد، استناداً إلى رؤية شاملة في إطار علاقة العام بالخاص، أي تأثير توازن القوى الدولية والاقليمية على توازن القوى في الداخل، وتأثيرها على الصراع الجاري في البلاد
فما تحدث عنه الحزب ودعا إليه بدأ يشق طريقهُ الى التنفيذ من الدعوة الى الحوار، والحل السياسي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات.. وضمن الرؤية ذاتها- وكما ورد في تقرير المجلس المركزي المقدم أمام المؤتمر العاشر- يرى الحزب أن المعركة السياسية القادمة ستكون معركة قاسية، فالولايات المتحدة وأتباعها لم يتخلوا عن أهدافهم وإن بدلوا التكتيكات وسيحاولون في إطار الحل السياسي الذي أرغموا على التجاوب معه في ظل انكفاء دورهم على المستوى الدولي زرع تلك الألغام القابلة للانفجار في اللحظة التي يريدون، أي تمرير الحل السياسي الذي يعبر عن مشاريعهم وأهدافهم، وليس المعبر عن مصالح الشعب السوري في الحفاظ على وحدة بلادهم وسيادته وإنجاز عملية التغيير الجذري الشامل، إن معرفة هذه الحقيقة ضرورية وتنبع ضرورتها بأنها تضع أمام الحركة الوطنية السورية، مهمة محددة وهي إبداع الحلول الحقيقية للأزمة التي تعصف ببلادهم، وقطع الطريق على «الحلول» المشبوهة التي قد تشترك فيها القوى المتطرفة في طرفي الصراع الدائر بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوري.
والمعركة المفتوحة الأخرى التي أشار إليها التقرير هي المعركة مع قوى الفساد وقوى الليبرالية التي تحاول تمويل خزينة الدولة من جيوب الفقراء، بدلاً عن دعمهم في الظروف التي يمرون بها.
والمعركة الثالثة هي معركة تحرير الجولان التي تفرض نفسها على جدول أعمال القوى الوطنية كقضية جامعة للسوريين.
والمعركة الرابعة التي توقف عندها التقرير هي معركة القضاء على المسلحين غير السوريين ومن بحكمهم.
إن التقرير إذ يحدد بشكل ملموس اتجاهات الصراع اللاحقة، ويشخصها إنما يضيف رصيداً جديداً إلى رصيد الحزب المعرفي وقدرته على قراءة الواقع السوري قراءة علمية دقيقة، قراءة استثنائية لواقع استثنائي، وبالتالي يحدد مهامه الملحة سلفاً ليمضي قدماً نحو القيام بالدور الوظيفي المطلوب منه..
■■