حول وحدة الشيوعيين السوريين

ليس أسهل من إغماض العين وعدم رؤية الحقيقة والنوم على فكرة أن كل شيئ على مايرام .... فالشيوعيين  جزء صغير من عالم يعيد صياغة نفسه بصورة جزرية وشاملة والحباة تفرض عليهم  أسئلة كثيرة فهل يستطيعوا الخروج من هذا المأزق .... باعتقادي أن الأمكانات لا تزال متوفرة حتى الآن إلا أن الصعوبات القائمة كبيرة والجانب الأهم من هذه الصعوبات ذاتي الطابع وهذا يكمن في مدى رغبة واستعداد االشيوعيين وقدرتهم على إدراك الأوضاع والعمل على تبديلها فهل سسيفعلون  ذلك .... الأمل مازال قائما والقضية المطروحة هي أن نكون أو لا نكون .

إن الأوضاع الحالية التي نعيشها تتطلب  المبادرة الجريئة والمسؤولة والقيام بعمل جدي نحو توحيد الشيوعيين و هو أمر في غاية الأهمية وخاصة إن هذه المرحلة التي يمر بها الوطن، بقدر ما هي دقيقة وحساسة، هي مرحلة انتقالية بكل معنى الكلمة وإن ملامح المرحلة القادمة ستكون بسمات القوى الأكثر فاعلية ...وفي الحالة التي عليها الحركة الشيوعية من أنقسام وتشتت ، لا تستطيع ولن تستطيع أن تقدم أية مساهمة جدية في تحديد سمات المرحلة المقبلة و آفاق تطورها، لذلك هي مطالبة، أن تعيد النظر في وضعها المتشرذم الراهن, لا بالأسلوب التقليدي الذي يدعو إلى الوحدة ورص الصفوف مع الحفاظ على الآليات والبنى ذاتها التي أنتجت التشرذم؛ وإنما على أرضية التجاوز والارتقاء، عبر تجاوز كل البنى التنظيمية الراهنة بكل ما تحمله من اختلالات تنظيمية وسياسية وعبر التأسيس لحزب جديد يكون قادر على استقطاب وتفعيل كل الشيوعيين.

إن وحدة الشيوعيين السوريين  ممكنة التنفيذ ، وكل ما تحتاجه هو  صيغة واقعية توافقية مرنة تربط بين مختلف اقسام ومكونات الحركة ومتناسبة مع وضعها الحالى تكون أساس لحزب سياسى يجسد فى تكوينه وحياته الداخلية القيم الاساسية المطلوبة لتجديد الحركة الشيوعيةوخاصة القيم الديمقراطية وذلك عبر رؤية جديدة تجسد خطوط عريضة يشعر بها الجميع أنها تعبر عن قناعاتهم الفكرية والسياسية، وأنها تعبير عن طموحاتهم لحاضر ومستقبل الحركة الشيوعية.... لذلك أرى بأن العمل من أجل الوحدة بين الشيوعيين هو أمر في غاية الأهمية وعلى الشيوعيين  ملاقاة هذا الهدف النبيل.