الرفيق نايف فرحان... وداعاً!

توفي ليل يوم الثلاثاء الواقع في 19\5\2015 في مدينة القامشلي الرفيق المهندس نايف فرحان أسعد، عن عمر يقارب الخامسة والسبعين عاماً، قضى طفولته وشبابه في منطقة القامشلي، واستكمل دراسته الجامعية في جمهورية المجر، حصل على شهادة الهندسة في ميكانيك الآلات الزراعية في أواسط السبعينات، قضى ما يقارب خمسة وخمسين عاماً من عمره في صفوف الشيوعيين السوريين، وكلف خلال هذه السنوات الطوال بالعديد من المهام الحزبية، في منظمة القامشلي وريفها، من عضو بالحزب الى عضو لجنة فرعية، إلى عضو لجنة محلية، وعضوية اللجنة المنطقية الجزيرة ومكتبها، وعضواً مرشحاً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري.

وفي بداية الثمانينات كلف بالعمل في منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي، وبقي سكرتيراً لفرع الجزيرة للاتحاد، أكثر من 15 عشر عاماً.
بعد أزمة المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي السوري، كان الرفيق نايف من أوائل الموقعين على ميثاق شرف الشيوعيين، وعمل مع رفاقه على إطلاق اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وكان عضواً في هيئاتها القيادية وواكب التجربة في مختلف مراحلها، ورغم أن الرفيق أبا أفين لم يترشح للهيئات القيادية التنفيذية في الحزب في السنوات الأخيرة، وذلك لفسح المجال أمام الأجيال الجديدة من الشيوعيين، إلا أنه بقي متابعاً للمهام الحزبية، وحريصاً على متابعة تنفيذ هذه المهام.  وبقي عضواً في الهيئة الاستشارية في حزب الإرادة الشعبية حتى وفاته.
هذه ووري جثمانه الثرى بموكب مهيب شارك فيه المئات من أبناء محافظة الحسكة، من أقارب الفقيد، ومن الرفاق والأصدقاء وممثلي القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية، حيث ألقى الرفيق حمد الله إبراهيم كلمة باسم منظمة حزب الإرادة الشعبية في الجزيرة، وألقيت كلمة باسم آل الفقيد.
وكانت هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية قد أرسلت برقية تعزية جاء فيها:«إن هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية تقف من خلال هذه البرقية بينكم معزية وناعية في الوقت ذاته، أحد أهم القيادات الشيوعية السورية الرفيق أبو أفين.
 إن واحدة من أبرز النقاط التي تسجل في تاريخ فقيدنا الكبير أنه كان تاريخياً عضواً في الهيئات القيادية للحزب، ولكن عندما استدعت ضرورات العمل أن يخلي الساحة لمصلحة رفاق أصغر سناً وأكثر قدرة على الحركة لم يتوانَ عن ذلك دون أن يفقد دوره المفتاحي في قيادة العمل، والتأثير بمجرى تفاعل الأمور في منظمته، أو على مستوى المركز، معبراً بذلك عن إحدى أهم خصال الشيوعي الحقيقي في نكران الذات، إن هذه الحقيقة تقدم درساً بالغ الأهمية في طبيعة منظومة الأخلاق الشيوعية والثورية المطلوبة، ولاسيما وسط المنعطفات الكبرى التي تعيشها سورية والمنطقة والعالم.
 نكرر عزاءنا وتلقينا للعزاء باسم هيئة رئاسة حزب الإرادة الشعبية وأعضاء الحزب، ناشطين ومؤيدين، وعموم الوطنيين والشيوعيين في سورية. ونحن على ثقة أن جذوة النضال الشخصي والحزبي والسلوكي الأخلاقي الرفيع التي كرسها أبو أفين لن تنطفأ»
 وجاء في برقية الرفيق د. قدري جميل «يعز عليّ ان أقف بهذا الموقف مرسلاً برقية تعزية برحيل الرفيق أبو أفين وهو واحد من أبرز رفاق الدرب المخلصين والمبدئيين في الحركة الشيوعية السورية على مستوى سورية كلها، وليس فقط على مستوى منظمته المقدامة منظمة الجزيرة.
 جمعتني بالرفيق نايف الكثير من المحطات، والعديد من الهيئات الحزبية، كان خلالها مثالاً للرفيق المثال، الذي يصعب اختصار خصاله في بضعة كلمات. إن كتابة تاريخ الحركة السياسية في الجزيرة السورية، لن تمر دون إبراز أحد أكبر أسمائها الرفيق نايف فرحان.
 إن خسارتنا كبيرة بهذا المصاب الكبير، ولكني على ثقة بأن رفاق وعائلة رفيقنا الراحل سيتابعون الرسالة.. رسالة المناضل الشيوعي الصلب والدمث والمتواضع، في سبيل تحقيق شعارنا الكبير، كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار.
هذا وأرسلت العديد من برقيات التعزية من المنظمات الحزبية في كل في دمشق – حلب – طرطوس- حمص- حماة- درعا- السويداء- اللاذقية- دير الزور..
وبرقيات شخصية من الرفاق قدري جميل- علاء عرفات- حسين الشيخ – أكرم فرحة- حمزة منذر- عصام حوج – عبادة بوظو.