الحزب والمرأة
لقد أدرك الحزب الشيوعي السوري، مثل غيره من الأحزاب الثورية في العالم دور النساء في المجتمع، ولفت الانتباه إليه، وأعاره اهتماماً غير قليل، وقد تعرض الحزب الشيوعي السوري إلى حملات متواصلة، من قبل الرجعية، بسبب مطالباته المستمرة، بمساواة المرأة بالرجل، في الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية وناضل الحزب، لجذب النساء إلى الحركة العامة، من أجل الاستقلال والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلم العالمي، وعمل على جذب خيرة المناضلات إلى صفوفه من خلال الاهتمام بالحركة النسائية، والعمل بين النساء، وتقوية المنظمات الحزبية النسائية القائمة، وخلق منظمات جديدة، وكانت الرفيقة إدما غصن، أولى شهيدات الحزب الشيوعي في سورية ولبنان على طريق النضال العظيم.
لقد كان شعار الحزب هو جذب خيرة المناضلات إلى صفوفه .. خيرة المناضلات في صفوف العاملات والفلاحات والطالبات والمثقفات الثوريات، وتشجيع الحركة النسائية وتطويرها ودفعها إلى الأمام كان أيضاً من الأهداف الديمقراطية.
من تجارب الحزب
لقد جاء في كُتيب (من تجربة العمل التنظيمي) في الحزب الشيوعي السوري – دمشق 1982 – ص 232-246 وجريدته الداخلية - حياة الحزب - العدد 10 آذار 1965
لقد كان الحزب الشيوعي السوري، أول حزب سياسي، نادى بتحرير النساء في سورية، حيث جاء في أول وثيقة برنامجية للحزب سنة 1931: «لا حياة ولا حرية لشعب تكون فيه المرأة مستعبدة».
وقد تأسست (رابطة النساء السوريات لحماية الأمومة والطفولة) في الثامن والعشرين من تشرين الثاني سنة 1948 بقرار من الحزب الشيوعي السوري، بمبادرةٍ من قبل النساء الشيوعيات اللواتي خضن نضالات طبقية ووطنية قاسية في تلك الفترة، وانضمت الرابطة إلى اتحاد النساء الديمقراطي العالمي، ووضعت برنامجها المطلبي المرتكز على النقاط الأساسية التالية:
1- المطالبة بالحقوق السياسية للمرأة.
2- تحديد ساعات العمل بثماني ساعات عمل بدل 12 ساعة عمل لعاملات الريجي.
3- الأجر المتساوي للعمل المتساوي.
4- منع التسريح التعسفي للنساء.
5- زيادة إجازة الأمومة.
6- منع بيع الفتيات
كما جاء في الرسالة التاريخية التي أرسلها الرفيق خالد بكداش إلى الرفيقات والعاملات في رابطة النساء السوريات أواخر آذار 1950:
«إرادة السير على سياسة جماهيرية، إلى جانب الشؤون الداخلية والمسائل التنظيمية، والشعارات السياسية، والمطالب الحيوية، التي من شأنها أن تجعل الرابطة جماهيرية، بالإضافة إلى أساليب التغلغل بين جماهير النساء، إنّ كل شيوعية هي رابطية ،وليست كل رابطية شيوعية ».
وناضلت المرأة الشيوعية، وشاركت الرفاق في كل المحطات التاريخية للحزب، في النضال ضد الاستعمار الفرنسي، وضد الديكتاتوريات العسكرية، وضد الإقطاع والاستغلال الرأسمالي، كما شاركن في المقاومة الشعبية، وبرزت أسماء كثيرٍ من المناضلات لا يتسع المجال لذكرهن..
وما تزال الكثيرات منهن يتابعن الطريق، فتحية للمرأة الشيوعية في ذكرى تأسيس حزبهن. ذكراه التسعين .