كيف ينظر السوريون إلى القصف الأمريكي؟
مع انبلاج فجر الثالث والعشرين من أيلول، بدأ فصل جديد من فصول الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف في سورية، بتزامن القصف الأمريكي على مواقع سورية عدة مع استهداف قوات العدو الصهيوني للطائرة السورية فوق أراضي الجولان.
وبدأت سلسلة من المواقف المتوقعة وغير المتوقعة لجموع السوريين، باختلاف انتماءاتهم المكانية والسياسية واختلاف وجهات نظرهم الأصلية قبل القصف الأمريكي، وتباينت كثيراً رغم وجود نظرة جمعت غالبية السوريين وهي الصدمة أولاً والاستنكار -ولو الضمني- ثانياً.
شعرت الغالبية الغالبة من السوريين بجرح عميق نال كرامتهم الوطنية.
نشتهي حق الرد
قال البعض: أصبحنا نشتهي أن نحتفظ بحق الرد، بعدما لم يكن يرضينا (في تعقيب على استهداف الطائرة السورية في الجولان).
في حين عقب كثيرون على موضوع السيادة الوطنية في نوع من استهجان القصف الأمريكي، غير عابئين بالجدل الدائر على المحطات التلفزيونية وغيرها من وسائل الإعلام، الذي تمحور حول هل جرى التبليغ أم أخذ الإذن أم مجرد الإعلام بالقصف الأمريكي على عدد من المواقع السورية.
ماذا حل بالمؤامرة الكونية؟
وتساءل آخرون: ماذا حل بالمؤامرة الكونية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية على سورية؟ هل انتهت المؤامرة؟ لقد وقعنا في حيص بيص، لم نعد نفهم شيئاً.
واستذكر الكثيرون موقف سورية في الحرب العراقية على الكويت، وحاولوا مقارنة الواقع الحالي فيه كنوع من محاولة تفسير ما يجري.
فرصة «لإسقاط النظام»
كان هناك القلة القليلة، وتحديداً بالخارج، ممن هللوا للتدخل الأمريكي، وتشعبت هذه القلة في أهدافها، فمنها من رأى فيها فرصة «لإسقاط النظام»، ومنهم من رأى فيها فرصة لإنهاء «داعش» التي لم نستطع إنهاءها بقواتنا، ومنهم من رأى فيها «فرصة» لتقسيم البلاد والعيش في غيتوهات طائفية وعرقية منفصلة، ومنهم من اعتقد أنه سيأخذ «الجنسية الأمريكية» تحت سيطرة الأمريكيين ومنهم من رأى فيها فرصة لتدريب التنظيمات العسكرية «المعتدلة»، وإحياء مشروعها في استمرار دوامة الحرب الدائرة إلى أطول مدى ممكن.
«ظاهر الأمور ليس كباطنها»
ودائرة ضيقة جداً رأت أن في الأمر «حكمة كبيرة» لن يتمكن السوريون من استيعابها لأن الظروف معقدة وعلينا القبول بهذا التدخل كما هو لأن «ظاهر الأمور ليس كباطنها».
الذريعة الرسمية الأمريكية..!
لكن الشيء المؤكد الوحيد، حسب بعض من تم رصد آرائهم، أن السوريين جميعهم، كما باقي البشر على هذه الأرض يدركون أن تنظيم «داعش» أو من شابهه من التنظيمات التكفيرية الوحشية ليست سوى صنيعة للولايات المتحدة الأمريكية، متمثلة بشركاتها الأمنية أمثال شركة «بلاك وتر» وأجهزتها الاستخباراتية، وهذه الخبرة خبرناها منذ البرجين وأفغانستان والعراق وحتى سورية، وهي الذريعة الرسمية التي يقومون بتصنيعها من أجل إيجاد مبرر للدخول وتنفيذ مخططاتهم في المنطقة، وهذا ليس بخافٍ على أحد.
ويقول أحدهم: اعتقد أنه لا يمكن لأي سوري أن ينكر أن جرحاً عميقاً أصاب كرامتنا الوطنية كلنا جميعاً جراء التدخل الأمريكي ولو كان تحت عباءة «مكافحة الإرهاب»، ولكننا نريد الحل.. حلاً حقيقياً.. واعتقد جازماً أنه لن يأتي عبر الأمريكيين..!