اللقاء الشبابي اليساري العربي الثاني بلبنان: نحو استعادة الدور الوظيفي..!
تحت عنوان «الواقع العربي ودور الشباب في بناء البديل الديمقراطي»، استضاف كل من اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني وقطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني اللقاء الشبابي اليساري العربي الثاني، في الفترة بين 11-17 أيلول الجاري، في منطقة المروج اللبنانية، بمشاركة 18 حزباً وتنظيماً يسارياً من 11 بلداً عربياً. وقد مثّل حزب «الإرادة الشعبية» السوري المعارض في هذا اللقاء الرفيقان محمد دياب وأسامة دليقان.
رؤى سياسية وتجارب
افتتح المخيم أعماله بقيام الوفود المشاركة بعرض رؤاها السياسية، وتجاربها في أوساط التحركات الشعبية التي تعيشها بلدان المنطقة، حيث استعرض ممثلا «الإرادة الشعبية» رؤية الحزب التي تنطلق من واقع «الأزمة الشاملة والعميقة التي تصيب النظام الرأسمالي العالمي»، وأن هذه الأزمة «فجّرت العديد من التناقضات في دول الأطراف. وكان من نتائجها ظهور الحركة الشعبية بوصفها نشاطاً سياسياً عالياً في أوساط الجماهير» المتحركة للمطالبة بحقوقها المتراكمة والمؤجلة. ولفت الرفيقان إلى أن «الإمبريالية الأميركية تدفع اليوم بالأدوات الفاشية الجديدة لمواجهة إرادة الشعوب في العديد من مناطق العالم، تحت لبوسات متعدّدة، ذات جوهر واحد» يكمن في أنها «العناصر الأكثر رجعية من حكم رأس المال المالي»، وأن ما يجري بالحقيقة هو أن «تلك القوى تستهدف بالعمق الحركة الشعبية بوصفها النقيض الموضوعي للإمبريالية العالمية». الأمر الذي يؤكد أن عملية «مواجهة القوى الفاشية تمر بالضرورة من خلال عملية التغيير المطلوبة لتلبية مطالب الحركة الشعبية».
أشكال المواجهة الإيديولوجية..
والأزمة الرأسمالية
وفي ندوة أقيمت حول «أشكال المواجهة الإيديولوجية»، ألقى الرفيق إلياس شاكر، رئيس تحرير مجلة الطريق، مداخلة أكّد خلالها على ضرورة «الاستناد إلى الماركسية كسلاح نظري وعملي فعال في مواجهة البرجوازية وفي اختراق صفوفها، والاستفادة من تجارب الشعوب في هذا الصدد، وبالأخص تجربة ثورة أكتوبر في مطلع القرن الماضي».
وفي ندوة أخرى أقيمت حول «الأزمة الرأسمالية» استعرضت بعض الوفود المشاركة «مظاهر الأزمة الرأسمالية في البلدان العربية، وانعكاساتها على القوى العاملة والشباب، وما يعنيه ذلك من عودة التناقض الأساسي بين العمل ورأس المال إلى واجهة الأحداث».
المعُطَّلون عن العمل..
وهجرة الشباب العربي
وقدّم وفد حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد (وطد) التونسي عرضاً حول تجربة إنشاء «إتحاد المعطّلين عن العمل» الذي يضم حملة الشهادات الجامعية من أولئك المعطلين في تونس، مستعرضاً دور هذا الإطار في «النضال من أجل تأمين فرص العمل للشباب، بما يعنيه ذلك من مجابهة البُنى الاقتصادية الليبرالية القائمة، ذات الطابع الريعي».
إحياء ذكرى «جمول» في صريفا
كما تضمن جدول أعمال المخيم، قيام الوفود المشاركة بزيارة تضامنية إلى عدد من القرى والبلدات في جنوب لبنان، حيث التقت أسر شهداء الحزب الشيوعي اللبناني وأسراه المحرّرين، قبل أن ينتهي المطاف في بلدة صريفا، حيث أقيم حفل خطابي بمناسبة الذكرى 32 لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جموّل).
البيان الختامي
وصدر عن اللقاء بيان ختامي هذا نصه:
بدعوة من «قطاع الشباب والطلاب» في الحزب الشيوعي اللبناني، ومن «اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني»، انعقد اللقاء اليساري الشبابي العربي في منطقة المروج اللبنانية، ما بين الحادي عشر حتى السادس عشر من أيلول 2014، بمشاركة 18 حزباً وتنظيماً يسارياً عربياً من 11 بلداً عربياً، وذلك في إطار التنسيق بين التنظيمات اليسارية الشبابية العربية، الذي انطلق في مخيّم الشباب اليساري العربي الأول المنعقد في برجا- لبنان في أيلول 2011.
ورأى المشاركون أن سمة المرحلة الراهنة هي انسداد الأفق أمام الإمبريالية العالمية وانفتاحه أمام قطب الشعوب؛ فالأزمة العميقة والحادة التي تعصف بالنظام الرأسمالي العالمي فجرت الكثير من التناقضات على مستوى العالم، وفي منطقتنا على وجه الخصوص، حيث تدفع تلك الأزمة بدول المركز الإمبريالي إلى المزيد من العدوانية، وشن الحروب على المنطقة العربية بواسطة أدواتها الفاشية الجديدة، التي تتجلى بالعديد من المظاهر في منطقتنا العربية، حيث يأتي الكيان الصهيوني في مقدمتها، وإلى جانبه العديد من الأنظمة الرجعية المرتهنة للغرب الإمبريالي، بالإضافة إلى التنظيمات الإرهابية، المدعومة من تلك الأنظمة، والتي تسعى لاستكمال المشروع الأمريكي في منطقة الشرق العظيم، والمسمى بـ«الشرق الأوسط الجديد»، فيجري استهداف الدول في وجودها ووحدتها في محاولة تفتيت المنطقة إلى مكونات ما قبل الدولة الوطنية، الدينية والطائفية والعرقية.
ولفت اللقاء إلى أن الأزمة الرأسمالية العظمى تدفع إلى المزيد من تراجع الإمبريالية الأمريكية على الساحة الدولية، في مقابل صعود أقطاب جديدة، تعاني بدورها من التناقضات التي تصيب المنظومة الرأسمالية ككل، ولكنها محكومة بالحد تدريجياً من الهيمنة الأمريكية على القرار الدولي، ومرشحة في الوقت ذاته لكي تشهد تحولات عميقة في نظامها الاقتصادي والاجتماعي بالاتجاه المطلوب.
ودعا اللقاء قوى اليسار العربي، وبالأخص الشبابية، إلى مواجهة مشكلاتها، سواء تلك المرتبطة بضرورة تجديد البنى الفكرية والتنظيمية لكي تتلاءم مع المرحلة الراهنة، التي تشهد تحركات شعبية عارمة على الساحة العربية. وإلى ضرورة العمل في أوساط الشباب، الطلبة العمال، واستقطابهم إلى صفوف اليسار على أساس البرنامج السياسي الطبقي الذي يمثل المضطَهدين والمستلَبين نتيجة لممارسات الانظمة العربية الرجعية والمستبدّة في معظم الدول العربية.
وخلُص اللقاء إلى العديد من المهام الملموسة على مستوى القوى اليسارية الشبابية العربية:
تعزيز العمل المشترك بين شباب مختلف الأحزاب والتنظيمات اليسارية العربية، بما يتلاءم مع ضرورة حل المهام المشتركة، وفي هذا الخصوص تم تشكيل لجنة متابعة أعمال اللقاء.
تكليف الجهة المنظمة وبعض القوى المشاركة بوضع إطار للعمل الطلابي على المستوى العربي، وإصدار نشرة إلكترونية ناطقة باسم اللقاء اليساري الشبابي العربي.
ضرورة الالتفات إلى أوساط المعطّلين عن العمل، بما تحمله هذه القضية من خطورة تتعلّق بإمكانية تحول هذه الأوساط إلى احتياطي للقوى الرجعية والظلامية، ما يعنيه ذلك من ضرورة العمل بين صفوفهم والاستفادة من تجارب بعض التنظيمات المشاركة بإنشاء اتحاد لهم.
التأكيد على مبدأ المقاومة الشاملة حتى تحرير كل الأراضي العربية المغتصبة، وعلى مركزية القضية الفلسطينية ومحاربة العدو الصهيوني والسياسات الأميركية بكل الأشكال المتاحة.
ضرورة العمل على تأسيس جبهة مقاومة ضد قوى الفاشية الجديدة، تمتد على كامل المنطقة العربية لمواجهة كل أشكال التطرف والتعصب والتلطي خلف الدين لخدمة المصالح الأمريكية.
وفي ختام أعماله، وجّه اللقاء تحية إلى «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» في ذكرى انطلاقتها الثانية والثلاثين. وهنأ اللقاء شعبنا الفلسطيني ومقاومته بصموده وانتصاره في غزة وإلحاقه الهزيمة بالعدو الصهيوني في عدوانه الاخير عليها.
اللقاء اليساري الشبابي العربي- الثاني
المروج اللبنانية 16 -11- 2014