«حمى» الهاون وعجلة الحياة الدمشقية
مزيج من الاستياء والخوف والتأقلم الطبيعي بات حال سكان العاصمة الذين ارتفعت وتيرة سقوط الهاون على أحيائهم ومنازلهم ومحالهم دون شيوع أنباء كثيرة عن أحوال من خسروا أقارب لهم في هذه الاعتداءات الحاقدة.
خلال الأسبوع الماضي أُمطرت دمشق بمئات القذائف، بمعدل 30 قذيفة يومياً حسب بعض المصادر المُتابِعة إحصائياً، وقد خلفت عشرات الضحايا بين شهيد ومصاب ناهيك عن الأضرار النفسية والمادية. ويبدو أن وصول نطاق الهاون إلى مناطق وأمدية جديدة وبتوقيتات مختلفة هو انعكاس لتحولات ما في المشهد الميداني في محيط العاصمة، من جهة، ولثبوت يأس رهان التسلح على إحداث أي فرق، من جهة أخرى، سوى المزيد من القتل والدمار الناجم عن استمرار الأزمة السورية.
أما اللافت والثابت في المشهد فهو تمسك الدمشقيين، كغيرهم من السوريين تحت رحى كارثتهم الطاحنة، بإرادة الحياة، حيث سرعان ما يجري إخلاء الضحايا وإزالة أية أنقاض من موقع سقوط الهاون لتعاود العجلة دورانها مجدداً.