«الإرادة الشعبية» في مؤتمر «إعادة التأسيس الاشتراكي» في تركيا
عقد في أنقرة بتاريخ 28/6/2014 المؤتمر العام لحزب «إعادة التأسيس الاشتراكي من جديد» في تركيا، واضعاً على جدول أعماله استعراض الوضع التركي المتفاقم تحت وطأة سياسات حكومة رجب طيب أردوغان الداخلية والخارجية، وتحديد المهام المطلوبة أمام القوى الثورية التركية، وانتخاب القيادة الجديدة للحزب.
وإلى جانب المندوبين، حضر المؤتمر حشد من القوى الوطنية واليسارية والعمالية التركية المنضوية في ائتلاف المؤتمر الديمقراطي للشعوب في تركيا الذي يضم أكثر من 35 مكوناً حزبياً وتياراً سياسياً تركيا معارضاً، بالإضافة إلى عدد من ممثلي القوى الشيوعية واليسارية والعمالية العربية والعالمية، ومن بينهم ممثل حزب الإرادة الشعبية، الرفيق حمد الله إبراهيم، عضو رئاسة الحزب، الذي ألقى في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مداخلة الحزب التي استقطبت اهتمام الحاضرين، وهذا نصها:
الرفاق الأعزاء في حزب إعادة التأسيس الاشتراكي
باسم قيادة حزب الإرادة الشعبية في سورية وباسمي شخصياً، أحييكم جميعاً متمنياً لمؤتمركم النجاح لما فيه خير شعوب تركيا، وبما يعزز دور حزبكم ونضاله في سبيل التقدم الاجتماعي والاشتراكية.
الرفاق الأعزاء:
ينعقد مؤتمركم في ظل ظرف دولي وإقليمي إستثنائي، حيث الأزمة الرأسمالية التي تعصف بالمراكز الرأسمالية الدولية تلقي بظلالها وتترك تأثيراتها على جميع الساحات العالمية، وخصوصاً في منطقتنا، وذلك إما من خلال الاحتلال المباشر أو إشعال الصراعات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، كأدوات لحل أزمتها على حساب ثروات ودماء شعوب العالم، مستغلة سياسات وسلوك الأنظمة التابعة، و يسهم في ذلك صراع القوى الاقليمية على تثبيت أو توسيع أوزانها بحكم حالة الفراغ الناشىء عن التحولات الجارية في ميزان القوى الدولي خلافاً للمصلحة الامريكية التقليدية، والتي كانت إحدى تجلياتها الفيتو الروسي الصيني المتكرر بخصوص سورية في وجه الخطط العدوانية الأمريكية والصهيونية.
إن هذا الواقع يحتم على القوى الثورية في المنطقة وكل شعوب الشرق العظيم تنسيق جهودها ونضالاتها من أجل رفض الهيمنة الأمريكية، ورفض مشاريع التفتيت والتقسيم التي تحاول القوى الفاشية في المراكز الرأسمالية فرضها على دول المنطقة وتحويلها كلياً إلى كانتونات تابعة لتلك المراكز، وتنسيق الجهود مع القوى الصاعدة في العالم من أجل الإجهاز على الاستفراد الأمريكي بالقرار الدولي.
أيها الحضور الكريم:
لقد تحولت تركيا في السنوات الأخيرة في ظل حكومة أردوغان إلى مقر وممر لتدفق قوى الإرهاب على بلادنا سورية، بما فيها التدخل المباشر أحياناً كما حدث أثناء احتلال المسلحين لمنطقة كسب السورية، إننا نتطلع إلى تضامن القوى الثورية في تركيا في منع التدخل الخارجي ومنها التدخل التركي، في الشأن الداخلي السوري، وترك الخيار لشعبنا في حقه من أجل التغيير الوطني الديمقراطي السلمي الجذري والشامل.
إن حزبنا حزب الإرادة الشعبية المعارض في سورية ومنذ تفجر الأزمة السورية دعا إلى اعتماد الحل السياسي كمخرج نهائي وحيد عبر الحوار الوطني، داعياً إلى نبذ كل أشكال العنف من كل مصادره، وهو في هذا الإطار يدعم كل الجهود الدولية الساعية إلى عقد مؤتمر جنيف ويرى أن مهمته تكمن في: وقف التدخل الخارجي، ووقف العنف، وإطلاق العملية السياسية.
وفي هذا الإطار فإن من أولويات نضالنا الوطني هو الحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً، وسيادتها الوطنية ودورها الاقليمي، ونضال الشعب السوري من أجل تحرير الجولان وسائر الأراضي المحتلة.
مرة أخرى أحييكم وأتمنى لمؤتمركم النجاح، ومن خلالكم أوجه التحية إلى المؤتمر الديمقراطي لشعوب تركيا وكل الثوريين في تركيا ضد سياسات حكومة أردوغان المندمجة مع السياسات الغربية المعادية لمصلحة كل شعوب المنطقة.
عاش نضال شعوب الشرق العظيم ضد التبعية، ومن أجل الديمقراطية والاشتراكية بما يؤمن حقوق جميع شعوب المنطقة في الحرية والسيادة.
عشتم وعاشت الاشتراكية.