عرفات: الدستور لا يسمح بفراغ دستوري.. ونخشى من تكرار «حادثة العَلَم»

عرفات: الدستور لا يسمح بفراغ دستوري.. ونخشى من تكرار «حادثة العَلَم»

أجرت إذاعة «ميلودي اف ام» عصر الأربعاء 30/4/2014 حواراً مع الرفيق علاء عرفات عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية المعارض في سورية للوقوف تحديداً على موقف الجبهة والحزب من مسألة الانتخابات الرئاسية المعلن عن إجرائها في مواعيدها. ونورد فيما يلي أهم ما جاء في هذا الحوار الذي كان من إعداد وتقديم الزميل جورج حاجوج:

الشغل الشاغل للسوريين الآن الانتخابات.. الاستحقاق الرئاسي.. هل كنت تتوقع هذا العدد من المرشحين قبل أن يفتح باب الترشيح؟ وما الذين يمكن أن يكون كسر هذا التوقع؟
الحقيقة لا، هذا الموضوع لم أفكر به من قبل، ربما هناك أسباب كثيرة وجهات تريد أن يكون هناك حركة في الانتخابات، وبذلك شجعت البعض وتشجعت الناس وقاموا بعمليات الترشيح.

الانتخابات التعددية والشفافة مطلب قديم

كيف تنظر إلى هذه التجربة؟ لأول مرة أكثر من مرشح للرئاسة في سورية منذ عقود. هي تجربة جديدة بصرف النظر عن رأي حزب الإرادة الشعبية بهذا الموضوع الذي سنأتي عليه لاحقاً؟
المطلوب في سورية منذ زمن بعيد أن تكون هناك انتخابات شفافة وتعددية وعلى أساس البرامج. سورية في السنوات الأربعين الماضية لم تكن تجري فيها الأمور الانتخابية هكذا، لذلك هذا كان مطلباً عند السوريين وأعتقد أنه بآخر صياغة للدستور تم تأمين هذا المطلب. طبعاً، مقارنة بالسابق هذه نقلة إلى الأمام بمعنى طريقة حصول الانتخابات.
حزب الإرادة الشعبية قاطع، فماذا عن جبهة التغيير والتحرير؟
موقف حزب الإرادة الشعبية مثل موقف جبهة التغيير والتحرير. أولاً أود أن أنوه أننا لم نستخدم تعبير «المقاطعة» لسبب سياسي هو أن من استخدم تعبير مقاطع جزء كبير منهم ما يسمى بالمعارضة الخارجية وهي تقصد ذلك على طريقتها لأنها مقتنعة أنها سوف تأتي وتستلم الحكم في سورية. نحن قلنا أننا لن نكون طرفاً في هذه الانتخابات لا ترشيحاً ولا تصويتاً، وموقفنا فيما يتعلق بالانتخابات سببه الأساسي هو حل الأزمة وليس شيء آخر.
الانتخابات تفصيل لعملية سياسية أوسع والدستور لا يسمح بالفراغ
أريد أن أسأل سؤال حسب التراتبية ألا يعني هذا أني أقاطع هذا الحدث؟
إذا أُخذ الموقف بمجمله يظهر معك شيء ثان. نحن نرى أن استحقاق الرئاسة يجب أن يكون جزءاً من عملية سياسية بين السوريين، تلي عملية حوار شامل عميق بين السوريين، وانتخابات الرئاسة تتحول إلى تفصيل من تفاصيل هذا الاتفاق الذي ينبغي أن يصل إليه السوريون. لذلك نحن بهذا المعنى نريد الذهاب إلى انتخابات توحد السوريين، وتكون تفصيلاً نهائياً من تفاصيل حل الأزمة. أما انتخابات بهذا الشكل فنعتقد أنها لا تخدم هذا الوضع، بل يمكن أن تعقده.
ما هو البديل، نحن الآن، من الناحية الدستورية، أمام استحقاق، وأتحدث قبل فتح باب الترشيح والإعلان عن موعد الانتخابات، هناك انتخابات رئاسية في سورية بشهر حزيران بالدستور، إذا لم يتم التعاطي مع هذا الاستحقاق بإعلان حالة الاستنفار للانتخابات، ما هو البديل.. فراغ دستوري، تمديد لرئيس الجمهورية مثلاً؟
أولاً، الدستور لاحظ هذه المسألة وهو لا يسمح بفراغ دستوري، الدستور يقول إذا لم تجر انتخابات الرئاسة، يستمر الرئيس القائم بعمله، إلى أن يتم انتخاب رئيس جديد، وبالتالي ليس هناك أي ثغرة تسمح بحدوث فراغ دستوري.
ثانياً، يوجد من سألني، لماذا لا نجري انتخابات، ماهي الحجة؟ لا أعرف إذا كنا في سورية بحاجة إلى حجة. هل يوجد أكبر من حجة أن البلد بحالة حرب، حرب بكل ما تعنيه الكلمة، هل يوجد أحد يناقش أن سورية في حالة حرب.
لكن يوجد من يناقش ويقول إذا لم تواجه هذا الاستحقاق هذا يعني أن الدولة ليست دولة؟
غير صحيح هذا الكلام. لا شك أن المستهدف هو الدولة السورية..
وأنتم أكثر من تحدث عن هذا، عن ضرورة عدم إسقاط الدولة؟
نعم الدولة السورية مستهدفة، ورئيس الجمهورية هو شخصية محورية في جهاز الدولة. انتبهوا ماذا فعل الأمريكيون، كانوا يقولون «تنحي الرئيس»، والمقصود التأثير على جهاز الدولة.. طوال الوقت وهم يحاولون أن يجرونا إلى معركة حول هذه النقطة: تنحي رئيس أو عدم تنحي رئيس. ولكن الدستور السوري يغطي هذا الموضوع، وأنا لست قلقاً إذا جرت انتخابات أو لم تجر، لدينا إمكانية التمديد وبالتالي رئيس الدولة يبقى قائماً.

هل تذكرون حادثة العلم؟

ولكن ما الذي يمكن أن يحدث اليوم؟ لدينا الوقائع التالية: إن الانتخابات لن تجري على كامل الأرض السورية ولن تشمل جميع السوريين ولن تشمل جميع القوى السياسية لأسباب مختلفة، ينتج معنا أن الانتخابات التي ستعقد ليست انتخابات شاملة وليست تعددية بالمعنى الحقيقي والواسع للكلمة وهذا يفتح الباب لوضع إشارات متعددة على شرعية هذه الانتخابات. الأطراف التي لا تريد الخير لسورية سوف تستفيد من هذه النقطة وتحاول أن تعمق انقسام السوريين. هل تذكر حادثة العَلَم، في بداية الأحداث؟ علمنا أكبر أم علمكم أكبر؟.. علمنا أطول أم علمكم أطول؟ كيف انتهت هذه «المعركة»؟ ذهب الصف التابع لما يسمى بالثورة وصنع علماً ثانياً سماه علم الاستقلال وهو علم الانتداب الفرنسي.. ألم تنته تلك المعركة في ذلك الحين على هذه الشاكلة؟!
نحن اليوم أمام استحقاق رئاسي وأخشى ما أخشاه، وهو بدل أن يصبح لدينا رئيس هو محاولة خلق أو إيجاد رئيسين، وربما أكثر. لذلك من هنا نحن ننطلق من عدد من الأسباب أنه الأفضل ألا تجري هذه الانتخابات. الوضع الأمني والعسكري والسياسي في البلد لا يسمح بإجرائها، ويمكن أن تتعقد الأوضاع. ونحن لا نتقاطع بهذا الموقف مع تلك الأطراف التي لا تريد الخير للبلد، نحن نتحدث من منطلق الحرص على ألا تتعقد الأمور، وعلى أن تسير الأمور بشكل سلس، ونحن لا نشخصن الأمور. وهناك من يقول: الرئيس الأسد.. الرئيس الأسد..! بالنهاية، التمديد هو للرئيس الأسد، الذي لديه الآن شرعية المرحلة الماضية، التي لا يشكك فيها أحد. أما اليوم سنذهب إلى شرعية يوجد من سيشكك فيها.

خيارات.. وخيارات..!

ولكن يا أستاذ علاء، بالمقابل، القوى التي تقول إن هناك من سيستثمر في هذه الانتخابات أنها غير شرعية أو في وقت غير مناسب ولا تسمح الظروف بعقدها، هذه القوى نفسها، وأعتقد أنك تعرف لو أن الدولة لم تتصد لهذا الاستحقاق رغم أن الدستور كما تقول لا يسمح بهذا الفراغ الدستوري عبر استمرار الرئيس بممارسة صلاحياته إلى حين زوال الأسباب المانعة، هذه القوى نفسها سوف تطلق النار إعلامياً ودبلوماسياً وعلى كل المنابر أن الدولة لا تستطيع أو أنها أهملت شأناً هو الدعامة الرئيسية والأساسية في الدستور: انتخابات رئاسة الجمهورية، ألا تعتقد ذلك؟
لا توجد قضية لن يتحدث حولها الخصم. ولكن نحن نتكلم عن خيارات سياسية، يوجد خيار يجنبك الكثير من المشاكل ويوجد خيار لا يجنبك إياها. لذلك نحن برأينا أن الذهاب إلى الفقرة الثانية في المادة 87 الدستور هو أنسب خيار في الظروف الحالية التي تتعلق في سورية ولكن ليس هذا الكلام كله. نحن نقول أن يتم تأجيل الانتخابات ويتم الدعوة إلى حوار وطني يشارك فيه السوريون والبحث عن حل لهذه الأزمة، والوصول إلى تفاهمات وتوافقات على مختلف القضايا وبعدها نذهب إلى حل الأزمة وتخفيض التوتر على نطاقها.. هذا ما نتكلم عنه.

«السوريون القوميون»

موقعون على بيان الجبهة
هذا الموقف الذي لا ترغب بتسميته، وفي بيانكم لم تسموه بالمقاطع، وإنما لا ترشيحاً ولا انتخاباً، هل نفسه موقف جبهة التغيير والتحرير وموقف حليفكم الدكتور علي حيدر، وهو الدعامة الأساسية في الجبهة؟
الموقف الذي عرضته هو الموقف الرسمي المتوافق عليه من كل القوى. وإذا كان عند أحد ما موقف ثان كتطوير للموقف فهذا شأنه.
هل سمعت تصريحات د.علي حيدر مؤخراً، فهي مغايرة لما تطرحه الآن؟
نعم سمعتها. هو موافق على أن لا يجري ترشيح، وموضوعة التصويت التي تحدث عنها تركها مفتوحة. هذا رأيهم، ولكن بكل الأحوال هم وضعوا توقيعهم على البيان الذي صدر بموافقة جميع أطراف الجبهة. الآن إذا القوميون السوريون عندهم مراجعات فهذا شأنهم وهو طبيعي عند القوى السياسية..
..ولكن هذا موقف مفصلي وربما يظهر أن الجبهة لا تمتلك هذا التماسك أمام أهم استحقاق يمكن أن يواجه أي طيف سياسي؟
هذا من وجهة نظرك أنه أهم استحقاق، ولكن نحن لا نراه كذلك، نحن نرى أن موضوع الرئاسة ليس أولوية في ما يتعلق بالأزمة السورية. في جبهة التغيير والتحرير نحن متوافقون بشكل أساسي على مجموعة من النقاط منها قضية حل الأزمة، وبقية القضايا نحن لسنا متفقين عليها، وهذا شكل طبيعي. نحن قوى سياسية مختلفة فيها يساريون ويمينيون وفينا وسط، وبالتالي الرؤى متعددة حول مسائل عديدة والاتفاق قائم حول مسألة أساسية هي موضوعة التغيير السلمي والخروج الآمن والسلمي من الأزمة. وتوجد تنويعات لدى الأطراف المختلفة، وحسب معلوماتي الجميع موافق على هذا الموقف (بخصوص الانتخابات) من حيث الجوهر، توجد قضايا أخرى يمكن أن تكون ذات طابع محلي عند أي تنظيم من التنظيمات له حق المبادرة.
وبالمناسبة هذه ليست المرة الأولى، فعند التصويت على الدستور، قال حزب الإرادة الشعبية «نعم»، أما الحزب السوري القومي الاجتماعي فصوت بـ«لا».. على الدستور نفسه، وكنا في جبهة واحدة، الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير. وهذا ليس جديداً. الأطراف السياسية تعطي بعضها البعض هوامش وهذا ليس له علاقة بأن الجبهة متماسكة أو لا. نحن بالأساس نعرف بعضنا، وتوجد تباينات عديدة بيننا كقوى سياسية.

ظروف الانتخابات ورسائلها اليوم

أريد أن تقدم لي لو سمحت الظروف المواتية والمناسبة إذا لم تجر الانتخابات الآن، ما هي الظروف المناسبة؟
حل الأزمة أولاً، وضع سلمي بالبلد، وقف العنف، وقف الكارثة الإنسانية القائمة، وقف الصدام المسلح عودة الحياة الطبيعية.
كم من الوقت يحتاج كل هذا برأيك أستاذ علاء؟
مهما احتاج ينبغي أن نتابع لأن الأولوية بالنسبة لنا هي وقف هذه الأزمة.
ويبقى رئيس الجمهورية يمارس صلاحياته، ربما سنة أو سنتين أو ثلاثة؟
لم لا، بقدر ما يقتضي الأمر..
هل تستطيع أن تتخيل حجم اطلاق النار سياسياً وإعلامياً ودبلوماسياً على حالة كهذه..؟
أستطيع أن أتخيل.. وأؤكد لك أن هذا الحجم سيكون أقل مما سيجري الآن حول هذه الانتخابات..
ولكن ألا ترى الإصرار على إجراء الانتخابات هو رسالة وإثبات أن الدولة قائمة وموجودة ولم تسقط، وأن عدم إجرائها هو إقرار أن الدولة غير موجودة أو تخلخلت؟
هذه قراءة.. ولكن الآن الدولة موجودة والجيش العربي السوري يقاتل ومؤسسات الدولة قائمة وتمارس عملها، وبالتالي لسنا بحاجة ماسة إلى مثل هذه الرسالة.
ثانياً، توجد قراءة ثانية تقول إن مثل هذا الموقف (تأجيل الانتخابات) يحمل في طياته القناعة أننا ذاهبون إلى حل سياسي، لذلك لم نعمل خطوات يمكن أن تؤدي إلى انقسام السوريين أكثر، وإلى استغلالها من قوى إضافية.. وبالتالي يمكن أن تكون هذه الخطوة نوعاً من تعبير عن حسن النوايا فيما يتعلق بالذهاب لحل سياسي والذهاب إلى حوار وطني، إلخ.. ارتباطاً بكل ما يتعلق بموضوعة الحل السياسي. لذلك أنا أقرؤها بهذا الشكل وليس بالشكل الآخر.
جبهة التغيير والتحرير لن تكون طرفاً لا ترشيحاً ولا انتخاباً، ولكل حزب.. لكل تنظيم سياسي كوادره وأعضاؤه ومريدوه، هل سوف توعزون لأعضائكم بذلك؟
لم يعد هناك إيعاز مع صدور البيان، الأعضاء وحدهم يعرفون ما الذي يجب أن يحدث.
أي أن البيان وحده بمثابة إيعاز؟
نعم، صدر البيان وأعضاء الحزب وأصدقاؤه ومناصروه سوف يأخذون هذا الموقف. ويمكن أن لا يأخذ البعض بهذا الموقف، وهذا شأنه، لن نكون بمثابة الشرطي على أحد. أوضحنا رأينا وسياستنا في البيان، وبالتالي الذي يريد أن ينفذ خطنا تكون هكذا قناعته، وليس شيئاً آخر.
ألا ترى أن المشاركة بالانتخابات هي تعزيز لدعائم الدولة أكثر من عدم المشاركة؟
أهي قصة المشاركة من عدمها؟ أنا أتكلم عن المسألة ككل متكامل، وليس عن أحد أجزائها. هي ككل برأينا غير مفيدة الآن، الأفضل أن يجري تأجيل كل هذه العملية. وهذا سر الموقف أن لا ترشيحاً ولا تصويتاً، وأنت تريد أن تناقشني ونذهب إلى «قطعة قطعة». هذا يصبح حديثاً آخر، أي ضمن الوضع العام، العملية كلها عملية متكاملة، ونحن لسنا مع عقد هذه الانتخابات في هذه الظروف، ونقول إن هذا سيكون مضراً للفترات اللاحقة.

نحن وروسيا

هل أطلعتم الروس على هذا الموقف قبل إطلاق هذا البيان؟
ومنذ متى نحن نطلعهم على موقفنا مسبقاً..؟!
وبعد اطلاع الروس هل تواصلتم معهم؟ يعني من الواضح أن الروس لديهم رغبة بالانتخابات؟ كحلفاء هل قالوا لكم إن هذا الموقف غير سليم؟
الروس لم يفتحوا فمهم حول الانتخابات بأي كلمة. الشيء الوحيد الذي أذكره وسمعته على لسان الروس هو تصريح بوغدانوف بمؤتمر القمة العربية وقت سئل عن هذه الانتخابات قال إنها لن تقدم ولن تأخر. هذا هو التصريح الوحيد الذي سمعته ولا أعرف إذا كان هناك تصريحات جديدة.
تسربت أخبار أن الرئيس بوتين تمنى أن يكون التوفيق من نصيب هذه الخطوة، أي الموافقة ضمناً؟
أولاً أنت قلت إنه تسريب وبالتالي أن هذا خبر غير موثوق، ثانياً لم يعلن عن الروس موقف رسمي وهذا طبيعي، لأن الروس لا يتدخلون بشؤون البلدان الأخرى، وعندما يقول بوتين أو لافروف حول الانتخابات أن تجري أو لا تجري، فهذا تدخل بالشؤون الداخلية لسورية، وأشك أن الروس يتحدثون بشيء من هذا القبيل.

مداخلات وأسئلة

بعد ذلك أُخذت مداخلة من د.مازن مغربية رئيس المكتب السياسي للتيار الثالث من أجل سورية، أكد فيها أنهم في التيار الثالث مقاطعين للانتخابات الرئاسية اليوم، مثلما أكد أن القوميين السوريين كانوا موقعين على البيان وينتظر منهم بيان آخر لتوضيح ملابسات تصريحات د.علي حيدر، واستشهد بحالات كثيرة برزت فيها تباينات في مواقف وآراء أطراف الجبهة دون أن يمس ذلك حقيقة تحالفها مثل الموقف من الدستور والمشاركة في الانتخابات البرلمانية وفي الحكومة.
وضمن ترتيب إعداد الحوار أعقب ذلك سيل من أسئلة سابقة من «أحد أصدقاء البرنامج»، منها:

كنت ممن آمن بجعل التغيير حقيقي في برنامجكم ولكن تلاشت آمالي بعد تقييم أدائكم كمتابع، لماذا غاب د.قدري جميل، ولماذا أصبحنا بالكاد حتى نتذكر تحالفكم مع الحزب السوري لقومي الاجتماعي؟
أولاً، د.قدري ليس غائباً، هو موجود باللوحة ومساهماته جدية وواضحة، وإذا كان المقصود بالغياب هو وجوده بالخارج فأكرر الآن أنه لا يوجد لدينا منظمة بالخارج، ويوجد عمل كثير بالخارج إذ للأسف الشديد أن جزءاً كبيراً من حل الأزمة السورية أصبح موجوداً بالخارج ولذلك انتدب حزب الإرادة الشعبية أحد أهم أفراده للعمل على هذه النقطة. وقدري جميل ينفذ مهمته المكلف بها. المسألة الثانية هي تحالفنا الذي بدأ مع بداية الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ثم توسع بإطار ائتلاف قوى التغيير السلمي الذي ذهب اليوم إلى كيان يفترض من حيث البنية أنه أعمق وأوسع هو جبهة التغيير والتحرير. السوريون القوميون الاجتماعيون موجودون في هذا التحالف ويقومون بقسطهم وواجبهم، ولكن اليوم لم يعد التحالف محصوراً بين حزب الإرادة الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي بل هو أوسع من ذلك فيه التيار الثالث لأجل سورية وتيار طريق التغيير السلمي والحزب الديمقراطي الاجتماعي وغيرهم.. لذلك طبيعي أن تغيب هذه المسألة وتصبح تفصيلية باللوحة الأعم.
جزء كبير من مؤيدي «الدولة السورية» صوت لكم في انتخابات مجلس الشعب هل يمكن أن تخبرنا عن قاعدتكم الشعبية اليوم؟ وهل ستحافظون على خمسة نواب في الدورة البرلمانية القادمة أم أنها فرصة لن تتكرر؟
من المبكر الحديث عن ذلك، نحن بالممارسة نعرف أن حجم قاعدتنا الجماهيرية الشعبية اليوم هو أهم وأعمق وأوسع وأشد من أي وقت مضى، عرفته أنا على الأقل منذ 40 عاماً في العمل السياسي. أما موضوعة خمسة نواب أم عشرة فهذا يناقش في حينه، لأنه ينبغي أن نعرف أن الانتخابات القادمة ستجري على نفس القانون الحالي أم على أساس قانون النسبية «سورية دائرة واحدة».. نحن كغيرنا نتمنى ونعمل أن تكون الانتخابات البرلمانية اللاحقة جدية ونزيهة، لأن تقييمنا- إذا كنتم تذكرون- للانتخابات السابقة لم يكن جيداً وقلنا حينها إنها أسوأ انتخابات شهدتها البلاد.
- لماذا يبدو حزب الإرادة الشعبية عندما يسوق نفسه وكأنه روسياً أولاً وسورياً ثانياً، وليس العكس؟
نحن نسوق أنفسنا حزباً سورياً.. ولكن يبدو أنه ثمة من يريد أن يلصق بنا مسألة «روسياً» هذه..!
ولماذا تبدو صيغة تحالفكم مع الروس وكأنها «شبهة»؟
أولاً، لا توجد صيغة تحالفية بيننا والروس. توجد لدينا بضعة علاقات قديمة مع الروس جيرناها لمصلحة البلاد.. وبالأصل روسيا بلد صديق لسورية منذ 100 عام، وأعتقد أن قوى كثيرة بمن فيها النظام أو هيئة التنسيق مثلاً لديها علاقات مع روسيا أقوى بكثير من علاقاتنا.. ولكن هناك من لديه رغبة بأن يصورنا حزباً روسياً. نحن حزب سوري أولاً.. وأطمأنه للأخ مازن أننا سورياً لصيقون تماماً بأرضنا السورية وعلاقتنا مع السوريين هي الأساس وبقية العلاقات مع القوى والدول الأخرى هي تفاصيل، وأضيف له أن علاقتنا مع الإيرانيين مثلاً هي أكثر من علاقتنا مع الروس.
السؤال الأخير من المواطن.. «الإرادة الشعبية» اسم اختاره حزبكم، وربما اولى أولويات المواطن اليوم هي إعادة الأمان والأمن إلى الوطن، أين انت اليوم من الإرادة الشعبية الحقيقية للسوريين؟
كما تفضل وقال إن الأولوية للسوريين اليوم هي الأمن والأمان. الموازي لذلك هو وقف العنف، وقف الاقتتال وقف الكارثة الإنسانية ووقف نزيف الدم. وهذا يترجم سياسياً بالذهاب لحل سياسي لوقف العنف سواء عبر جنيف لوقف التدخل الخارجي والعنف وإطلاق عملية سياسية أو عبر حوار داخلي شامل لكل السوريين من أجل رسم خارطة سورية المستقبل، هذا ما نعمل عليه ولا نجد بديلاً عنه في الواقع.