كلمة التيار اليساري الوطني العراقي الرفيقات العزيزات - الرفاق الأعزاء..

كلمة التيار اليساري الوطني العراقي الرفيقات العزيزات - الرفاق الأعزاء..

يسر التيار اليساري الوطني العراقي أن يحييكم من بغداد المقاومة والتحدي، متمنياً لكم النجاح في أعمال الاجتماع التاسع الذي يعقد في لحظة تأريخية حرجة، يتقابل فيها خندق المقاومة العربية من جهة، والامبريالية- الصهيونية من الجهة المقابلة، وجهاً لوجه، في معركة مصيرية بالمعنى التأريخي للكلمة، لا الخطابي البرجوازي  الطفيلي الحكومي المتخلف، فالمقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية 

المسلحة تلتحم في معركة يومية مع العدو، تساندها القوى التقدمية على طول وعرض الوطن العربي، مما يضع أمام اجتماعكم مهمة دقيقة، تتمثل في تبني استراتيجية يسارية، توصل اليسار السوري خاصة واليسار العربي عامة، إلى المستوى الكفاحي المطلوب منه، باعتبار الحركة الشيوعية واليسارية رأس الحربة الطبقية والوطنية والقومية في هذا الصراع الـتأريخي.

لقد جاء انعقاد اللقاء اليساري العربي في بيروت بمبادرة من الحزب الشيوعي اللبناني الشقيق، ليرسم استراتيجية يسارية ثورية عربية موحدة، وعليه نرى ضرورة أن يساهم اجتماعكم، في تبني هذه الوجهة على الصعيد العملي، ويتقدم بها خطوة جديدة إلى أمام، وبشكل خاص على صعيد العمل المقاوم وتوفير مستلزمات احتضانه من قبل الطبقات الكادحة ،صاحبة المصلحة الحقيقية في هذه المعركة التأريخية الكبرى . كما أن صمود الشقيقة سورية يشترط حقا كما ورد في افتتاحية قاسيون العدد 227(...ومن كان الغزاة على أبوابه ويهمه مصير البلاد فما عليه إلا أن يقيم المتاريس وينظف الخنادق، هذا ما تقوله كل التجربة الإنسانية عبر التأريخ، والحقيقة المرة التي لابد من الاعتراف بها - لا لتحطيم المعنويات بل لتجاوز الواقع- هي أن متاريسنا تحتاج إلى دعم وبناء، وفي الكثير من خنادقنا ترتع الأفاعي، وفي زواياه تتدلى خيوط شبكة العنكبوت، وبعيداً عن المواربة في الكلام، فالسياسة الاقتصادية الاجتماعية وواقع الديمقراطية في البلاد أحدثا بتراكمهما خللا في البنيان الوطني، يمكن أن يُضعف الوحدة الوطنية، ولا يسمح بتطورها اللاحق لمواجهة الاستحقاقات القادمة .)

إن المبادئ الثورية لا تتغير، وإن تتمظهر بأشكال متنوعة حسب الظرف التاريخي الملموس، فالحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة  والاشتراكية، مبادئ وأهداف إنسانية خالدة، ترفض استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، أما انتقال البعض إلى الضفة الطبقية المعادية بشعار مزيف، يطلق عليه زوراً الليبرالية الجديدة، فيعكس تغييرهم هم لا تغير المبادئ، إننا نؤمن بأن تواصل الذاكرة الثورية بين أجيال الشيوعيين، الذاكرة المعمدة بدماء الشهداء، هي من سيخاطب عقول الشبيبة الجديدة لا الدعاية الديماغوجية لخونة اليسار، وكما العدو الطبقي لا ينسى تأريخه الأسود، بل يفاخر بجرائمه بحق العمال والفلاحين وعموم الطبقات الكادحة، فمن باب أولى، علينا أن نتمسك بتاريخنا الكفاحي المشرف، ولنا في كلمة الشهيد الخالد سلام عادل خير مثال ودليل على ما ذهبنا إليه، حيث خاطب الشعب العراقي قائلا: <لقد عرف عراقنا منذ القديم بأنه أرض العزة والكرامة ووطن الأفذاذ من رجال الحرية ورواد الفكر، وعرف شعبنا العراقي منذ القدم، بأنه الشعب الذي استعصى على طغيان الحكام وبطش الولاة، وبربرية الغزاة. فمنذ قرون، وثورات الجماهير وانتفاضات عبيد الأرض، تشتعل على أرض العراق.. في سهول الجنوب وعلى ذرى كردستان. لقد هزم الباطل في العراق مرة بعد أخرى، وأخفقت على مر الأزمان،كل السياسات التي أريد بها لهذا الشعب أن يستكين ويخضع، ويحني هامته تحت وقع سياط الغزاة والمعتدين. لقد ظل هذا الشعب أمينا لأمجاده التاريخية ولتقاليده النضالية. ومن جيل إلى جيل كانت راية النضال تنتقل، وحولها يتساقط الشهداء. واليوم إذ يجهز الاستعمار الجديد بكل قوته وبمعونة أشرس عملائه على الوطن والشعب، محاولا أن يطفئ جذوة الحرية في عروقه ويسخر من تاريخه، تنبري من بين الصفوف، كما انبرت في السابق، طلائع الأحرار من أبناء العراق، فتنزل إلى ساحة الصراع قوية واثقة من نفسها، أمينة على تاريخ الوطن وتقاليد الأسلاف، مصممة تصميماً لا رجعة فيه على دك صرح السياسة المعادية للشعب، ورد كرامة الوطن الجريح. إن الشيوعيين العراقيين، الذين يحملون في قلوبهم آمال الأمة، ويجسدون في عملهم الكفاحي وفي ميزتهم الثورية أفضل سجايا المواطن العراقي الباسل الشهم، سيتابعون إلى النهاية رسالتهم التاريخية التي وهب حياته ثمناً لها قائدهم ومؤسس حزبهم الشهيد يوسف سلمان يوسف - فهد- ورفيقاه حازم وصارم، حين اعتلوا أعواد مشانق الاستعمار البريطاني من أجل حرية العراق. ومئات القوافل من الشهداء، سيظل الشيوعيون العراقيون يتابعون سيرهم الدائب النشيط في الدرب المقدس الذي سلكه من قبلهم شعلان ابو الجون، والحاج نجم البقال، والخالصي والشيرازي وشيخ محمود أبو التمن وحسن الأخرس ومصطفى خوشناو.. سيظلون كما خبرهم الشعب أيام المحن، رجالا متفانين لا يعرفون الخور ولا التردد، أسخياء في البذل والتضحية، لا يضنون بحياتهم وحريتهم وأعز ما يملكون في سبيل حرية الشعب وعزة الوطن.

إن عقرب الزمن يشير إلى نهاية حكم الاحتلال وعملائه لا محالة. إن آفاق المستقبل القريب مفعمة بالأمل، وأمام القوى الوطنية أن تعالج الموقف بيقظة تامة وبروح واثقة مقدامة.. وأقصى ما يكافح حزبنا من أجله هو أن يحقق التزاماته التي قطعها لجماهير الشعب، وأن يبرر الثقة العظمى التي وضعتها فيه، وأن ينهض بقسطه في هذا الواجب التأريخي النبيل. بعد أقل من عامين على كلمة القائد الثوري الشهيد  الخالد سلام عادل هذه، فجر الشعب العراقي ثورته الخالدة، ثورة 14 تموز 1958 ليطيح بالحكم الملكي العميل ويحرر العراق من ربقة الاستعمار البريطاني، ثورة حققت منجزات كبرى للشعب والوطن. وهاهو شعبنا العراقي البطل يقاوم اليوم المحتل الأمريكي ويسجنه على أرض العراق، بعد أن توهمت طغمة البيت الأبيض اليمينية الصهيونية إمكانية تحويل العراق منطلقا لمشروعها الاحتلالي التقسيمي في المنطقة العربية.

 في الختام، كلنا أمل فيكم وفي نجاح الاجتماع الوطني التاسع للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين من أجل التقدم إلى أمام في مسيرتنا الكفاحية المشتركة.

الشهداء خالدون أبداً.. المجد للقادة الشهداء فهد وسلام عادل وفرج الله الحلو وشهدي عطية وعبد الخالق محجوب وجورج حاوي والآلاف من شهداء الحركة الشيوعية العربية..

النصر المحتم لقضيتنا المشتركة وإلى الأمام..

بغداد المحتلة 24/11/2010

• التيار اليساري الوطني العراقي - اللجنة القيادية